فيينا تفتح نوافذ الحقيقة: السودان يُطلع العالم على عمق الجراح وملامح الأمل في إحاطة إنسانية رفيعة

فيينا دعاء أبوسعدة 

0 110

في مشهد حمل مزيجاً من الألم والتصميم، نظّمت البعثة الدائمة لجمهورية السودان لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، جلسة إحاطة استثنائية للبعثات الدبلوماسية، سلّطت خلالها الضوء على الأوضاع الإنسانية الحرجة في البلاد، ووجّهت رسائل قوية إلى المجتمع الدولي بشأن مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه الأزمة المستمرة.

وفي خطابٍ اتسم بالصراحة والواقعية، أكد السفير مجدي أحمد مفضل النور، المندوب الدائم للسودان، أن مفتاح السلام لن يُنتزع إلا بتكثيف الضغوط الدولية على المتمردين وداعميهم الإقليميين، مشددًا على أن الصمت في وجه الفظائع قد يتحول إلى شراكة غير معلنة في إطالة أمد معاناة الأبرياء.

ودعا السفير المجتمع الدولي إلى تجاوز التعاطف اللفظي نحو أفعال ملموسة، تبدأ بدعم العودة الكريمة للنازحين واللاجئين، وتنتهي ببناء مستقبل أكثر استقراراً من خلال مشاريع تنموية سريعة الأثر، وتدعيم البنية التحتية في المناطق المحررة، وفتح نوافذ العيش الكريم أمام السودانيين في الداخل والخارج.

كما طالب بتوسيع المساعدات الفنية وبناء القدرات الوطنية، مع الإعداد الجاد لمؤتمر دولي لإعادة إعمار السودان، والدفع نحو إعفاء الديون الخارجية وفتح الأسواق أمام المنتجات السودانية، التي تمثل شريان حياة لشعبٍ يكافح من أجل استعادة توازنه.

ولم تغب الحقيقة المُرّة عن المنصة، حيث استعرض السفير أبرز المحطات الميدانية خلال الأشهر الأخيرة، وعلى رأسها استعادة القوات المسلحة لزمام المبادرة في مختلف مسارح العمليات، وتحرير العاصمة الخرطوم، وعودة موجات من النازحين إلى ديارهم.

وفي نبرة امتزج فيها الغضب بالوجع، أشار السفير إلى المجزرة التي شهدها معسكر زمزم للنازحين، والتي وصفها بـ”جريمة تتجاوز حدود الإنسانية”، مؤكداً أن السودان قد رفع شكوى رسمية إلى محكمة العدل الدولية ضد الإمارات على خلفية دعمها المزعوم للمتمردين وضلوعهم في عمليات إبادة جماعية بحق قبيلة المساليت في غرب دارفور.

الإحاطة كانت مدعومة بصور فوتوغرافية ومقاطع فيديو وثّقت حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية للعاصمة، واستهداف محطات الكهرباء عبر طائرات مسيّرة، إلى جانب مشاهد مؤثرة لعودة السودانيين من مصر، ولقطات من الانتهاكات التي وقعت في زمزم.

في فيينا، لم يكن الحديث اليوم مجرد استعراض دبلوماسي، بل كان نداءً نابعًا من قلب جرح مفتوح، وصوتًا لدولة تسعى لأن تُسمع لا لتُستعطف، وأن تُنصف لا أن تُنسى.

مصر عادى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.