انفضّ الدور الأول من الفصل التشريعي السادس الجاري وذهب كل حيٍّ إلى حال سبيله، ذهب النواب بغنائمهم وذهب المواطنون بحسراتهم.
انفض الدور الأول، ومازال المواطنون في حيرة من أمرهم، ماذا جنوا …؟! وماذا استفاد المواطنون طيلة ستة شهور تشريعية مليئة بضجيج النواب وصراخهم واحتجاجاتهم واقتراحاتهم – الصادقة منها والشاطحة – .. وتصفيق بعضهم، والهرج والمرج والمزاح … وصمت الأغلبية منهم …؟!!
ماذا استفاد المواطنون سوى بضعة دراهم
معدودة من دراهم الميزانية التي تم تمريرها دون انتزاع لحقوق المتقاعدين او زيادة مجزية في المعاشات أو توظيف العاطلين، او ترحيل العمالة الأجنبية الزائدة، أو اعانات دون تمييز للمواطنين ولأصحاب الاحتياجات الخاصة …؟!
انفض الدور الأول، كما ستنفض الأدوار التشريعية الثلاثة المتبقة من هذا الفصل، كما انفضت أدوار الفصول التشريعية الخمسة السابقة ….
أكثر من عشرين عاماً والفصول التشريعية تترى تباعاً ونحن نتابع أداء النواب ومخرجات الفصول دون أن نلمس تغييراً إيجابياً واضحاً وملموساً على معيشة المواطنين، أو على معاشاتهم، أو على تقاعدهم، او على تكدس العمالة الأجنبية في البلد، او على شح فرص العمل وتزايد طوابير العاطلين، وطوابير الإنتظار أمام المستشفيات وأمام الطلبات الإسكانية ….. والمواطن يشقى ويعاني ويقاتل من اجل المحافظة على ورقة التوت التي تستره من العوز والحاجة في ظل غلاء المعيشة وتغولها عليه وعلى أسرته، ثم يبذل الجهد مضاعفاً من اجل المحافظة على هويته وملامح أصالته بين أمواج الجموع البشرية المتلاطمة التي تقاطرت على بلاده من كل حدبٍ وصوب من دول العالم دون هوادة، عاصفةً بنسيجه المجتمعي وخصوصيته الخليجية العريقة، ومنافسة له في فرص العمل والسكن والعلاج والتجارة.
انفض الدور الأوّل، وانفضت آمال وأحلام المواطنين معه، وكأنك يا بوزيد ما غزيت.
فما هو الحصاد ..؟! وما هي النتيجة ..؟!
وكأن المجلس يقول للمواطن الكادح في نهاية الدور:
( استريح ….الله يسلمك ).