مصر على رأس الصوت الأفريقي في فيينا: محمد نصر يتسلّم رئاسة المجموعة الأفريقية ويؤكد وحدة الموقف في زمن التحولات

فيينا – دعاء أبوسعدة

0 14

في لحظةٍ تتكاثف فيها التحولات الدولية، وتتداخل فيها التحديات مع فرص إعادة تشكيل النظام العالمي، 

تسلّم السفير محمد نصر، سفير جمهورية مصر العربية لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، رئاسة المجموعة الأفريقية في فيينا، خلال اجتماع موسّع عُقد بمقر الأمم المتحدة، وبمشاركة رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية الأفريقية المعتمدة لدى النمسا.

الرئاسة الجديدة لم تأتِ بوصفها تداولًا إجرائيًا للمواقع، بل باعتبارها تكليفًا سياسيًا وأخلاقيًا في آنٍ واحد، يحمل في طياته مسؤولية التعبير عن قارةٍ تتطلع إلى أن يكون لها صوتٌ أكثر حضورًا وتأثيرًا في دوائر صنع القرار الدولي. 

وفي كلمته أمام ممثلي الدول الأفريقية، أعرب السفير محمد نصر عن اعتزازه بثقة الدول الأعضاء، مؤكدًا أن مصر تنظر إلى رئاسة المجموعة بوصفها منصة لتعميق التنسيق والتشاور الأفريقي، والدفع بالأولويات المشتركة داخل منظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا.

وأشار نصر إلى أن الهدف الأساسي يتمثل في صياغة موقف أفريقي موحّد ومتزن إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، 

بما يضمن الدفاع عن المصالح الأفريقية، ويعكس إدراك القارة لتوازنات النظام الدولي وتعقيداته، دون التفريط في ثوابتها التنموية والسيادية.

وأكد السفير أن تولي مصر رئاسة المجموعة يأتي في مرحلة دقيقة تشهد تسارعًا غير مسبوق في التحديات العالمية، ما يستدعي تعزيز العمل الأفريقي الجماعي، لا سيما في الملفات المرتبطة بالتنمية المستدامة، ونزع السلاح، والاستخدامات السلمية للطاقة النووية، ومكافحة الجريمة المنظمة بكافة صورها، وهي قضايا تتقاطع فيها الاعتبارات الأمنية بالحقوق التنموية، والمصالح الوطنية بالمسؤوليات الدولية.

وفي سياق يعكس روح الاستمرارية والتراكم، 

أشاد السفير محمد نصر بالجهود التي بذلتها الرئاسة السابقة للمجموعة، مؤكدًا عزمه البناء على ما تحقق من إنجازات، وتطوير آليات العمل المشترك، بما يعزز وحدة الصف الأفريقي ويمنحه قدرة أكبر على التأثير داخل المحافل متعددة الأطراف.

وتُعدّ المجموعة الأفريقية في فيينا إحدى الآليات الرئيسية لتنسيق مواقف الدول الأفريقية داخل منظمات الأمم المتحدة والهيئات الدولية الأخرى المعنية بملفات محورية، من بينها الطاقة النووية، والتنمية، والأمن، ومكافحة الجريمة، ما يجعل رئاستها دورًا يتجاوز الإطار الدبلوماسي التقليدي إلى مساحة أوسع من صياغة الرؤية الأفريقية في عالمٍ يعاد تشكيله.

بهذا التكليف، تضع مصر خبرتها الدبلوماسية في خدمة القارة، 

وتؤكد أن وحدة الصوت الأفريقي ليست خيارًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة تاريخية في زمن لا يُسمَع فيه إلا صوت الكتل المتماسكة والرؤى الواضحة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.