السودان يشدد موقفه ويرفض منح الإمارات شرعية استضافة مؤتمر الأمم المتحدة للجريمة 2026  

فيينا دعاء أبوسعدة

0 14

في لهجة اتسمت بالصرامة ووضوح المقصد، جدد السودان رفضه القاطع منح دولة الإمارات العربية المتحدة شرف استضافة الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأمم المتحدة لمنع الجريمة والعدالة الجنائية المقرر انعقاده في أبريل 2026، مؤكداً وبنبرة تستند إلى جراح وطن يشتعل 

أن الإمارات “لا تمتلك الأهلية الأخلاقية ولا السياسية” لاستضافة مؤتمر يُفترض أن يكون منبراً للعدالة، فيما تُتهم هي، حسب ما ورد في البيان، بدعم طرف يشعل أتون الحرب في السودان.

وجاء هذا الموقف خلال البيان الذي تلاه السفير مجدي أحمد مفضل، مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، أثناء أعمال الدورة الرابعة والثلاثين المستأنفة للجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية المنعقدة اليوم .

وقد وضع السفير، أمام المجتمع الدولي، لوحة كاملة لواقع دامٍ، مسنودة

وفق ما ذكر بعشرات التقارير الإعلامية والاستقصائية العالمية التي تصف دعم الإمارات للمتمردين من قوات الدعم السريع بأنه دعم عسكري واستخباري ولوجستي ودبلوماسي ساهم في إطالة الحرب، وفتح أبواب الموت أمام عشرات الآلاف من الأبرياء، وعمّق جراح شعب انهكته المأساة.

وفي عرضه لتفاصيل الانتهاكات، انحدر البيان إلى عمق المأساة الإنسانية، كاشفاً ما وصفه بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها المتمردون على الأرض: 

قتل على الهوية بلا رحمة، تجويع ممنهج لا يخطئ طريقه، حصار يمنع الغذاء والدواء، اغتصاب يمزق نسيج المجتمعات، واستهداف متعمد للمستشفيات ومحطات المياه والكهرباء، وقصف عشوائي يسقط فوق رؤوس المدنيين كقدرٍ أعمى.

وتوقف البيان عند الفاشر، تلك المدينة التي تحولت 

بحسب السفير إلى ندبة لا يمكن إخفاؤها، حيث رصدت الأقمار الصناعية من السماء بقع الدماء الممتدة والجثث الملقاة، كما وثّقت صور أخرى محاولات المتمردين حرق جثث الضحايا لإخفاء معالم الجرائم، في مشهد يعكس وحشية لا يمكن أن يطالها الصمت.

وفي ختام البيان، 

حذر السودان من أن صمت بعض القوى الفاعلة في المجتمع الدولي عن “الدور الإقليمي الراعي للتمرد” ليس مجرد غياب موقف، 

بل هو وفق توصيفه مساهمة غير مباشرة في استمرار المذابح ومعاناة المدنيين.

ودعا السفير مفضل إلى وقفة دولية مسؤولة تعيد للعدالة معناها، وتمنح للشعوب المنكوبة حق أن تُسمع آلامها في منابر العالم، لا أن تُطوى الصفحات بينما يستمر النزيف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.