منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تطلق خارطة طريق لتعزيز دور الشباب في جهود السلام والأمن
فيينا دعاء أبوسعدة
أعلنت رئيسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ووزيرة خارجية فنلندا، إلينا فالتونين، اليوم، إطلاق “خارطة الطريق للشباب والسلام والأمن” خلال الاجتماع الثاني والثلاثين لمجلس وزراء المنظمة، في خطوة جديدة تعكس التزام الرئاسة الفنلندية بتعزيز الشمول والمشاركة الفعّالة عبر المنطقة.
وتُعد خارطة الطريق أحد أبرز إنجازات رئاسة فنلندا لعام 2025، إذ تستند إلى سلسلة مشاورات موسعة، من بينها منتدى الشباب الرئاسي الذي استضافته هلسنكي في يوليو الماضي. وتوفر الوثيقة إطارًا متكاملاً لدعم أجندة الشباب والسلام والأمن داخل هياكل المنظمة والدول المشاركة وشركاء التعاون، إلى جانب تقديم توصيات عملية طوعية تُسهِم في تطوير مبادرات ملموسة وتوسيع التعاون عبر مختلف المستويات.
وقالت فالتونين بهذه المناسبة: إن الشباب لا ينتظرون التغيير، بل يقودونه.
فمن العمل المناخي إلى الدفاع عن حقوق الإنسان، يُثبت الشباب أن الإبداع والشجاعة لا يرتبطان بالعمر.
تعزيز الإدماج والمشاركة الواسعة

وتأتي خارطة الطريق الجديدة متزامنةً مع الذكرى الخمسين للوثيقة الختامية لمؤتمر هلسنكي، والذكرى العاشرة لقرار مجلس الأمن 2250، لتوفّر مرجعًا شاملًا حول التزامات وأنشطة المنظمة في مجال الشباب والسلام والأمن، وتسليط الضوء على أفضل الممارسات في إشراك الشباب بفاعلية. وتؤكد المنظمة أن الوثيقة مرنة وقابلة للتحديث بما يتوافق مع الاحتياجات المستقبلية.
رئاسة فنلندا تواصل الدفع نحو الشمول
ويمثل هذا الإطلاق امتدادًا لسلسلة مبادرات تبنتها فنلندا خلال رئاستها لتعزيز الإدماج. ففي أبريل الماضي، أطلقت فنلندا خارطة الطريق الخاصة بـ”المرأة والسلام والأمن، متضمنة 17 إجراءً ملموسًا دعمتها 30 دولة وستستمر في تنفيذها لما بعد عام 2025.
كما شهد المؤتمر الموازي للمجتمع المدني في فيينا في 3 ديسمبر إصدار “توصيات هلسنكي للتفاعل الهادف مع المجتمع المدني”، وهي وثيقة تهدف إلى تعزيز التعاون المنهجي والفعّال بين المنظمة والمنظمات المدنية، خصوصًا في ظل التحديات العالمية الراهنة.
وفي السياق نفسه، طوّرت الرئاسة الفنلندية قائمة مرجعية لتنظيم فعاليات شاملة وسهلة الوصول، بالتعاون مع مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان واللجنة الاستشارية المعنية بالمشاركة السياسية للأشخاص ذوي الإعاقة وشركاء آخرين، بهدف ضمان مشاركة متساوية للجميع.
وتؤكد هذه الخطوات مجتمعة التزام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بتعزيز الشمول، وتمكين الشباب والنساء والمجتمع المدني، بوصفهم شركاء أساسيين في بناء السلام والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة
