النادي المصري في فيينا يحتفل بذكرى نصر أكتوبر المجيد… الوطن حين ينتصر في الذاكرة من جديد  

فيينا دعاء أبو سعدة

0 72

فيينا، المدينة التي تتقاطع فيها الثقافات كأنها نهر من ضوء، شهدت مساء الأمس احتفالًا مصريًّا خالصًا بذكرى نصر السادس من أكتوبر المجيد، ذلك اليوم الذي لم يكن مجرّد عبورٍ عسكري، بل عبورًا روحيًّا نحو وعي الأمة بذاتها، ويومًا علّم العالم أن الإرادة حين تتجسد في قلوب المخلصين، تصنع المعجزة.

أقام الاحتفال النادي المصري في فيينا برئاسة الأستاذ سمير علي، الذي جعل من المناسبة ملحمة حبٍّ ووفاءٍ لمصر، لا مجرد احتفالٍ رسمي.

وفي كلمته الافتتاحية، قال الأستاذ سمير علي بصوتٍ حمل دفء الانتماء وصدق العاطفة

أكتوبر ليس ذكرى في تقويم الزمن، بل هو نبض في شريان الوطن.

لقد انتصر المصري في أكتوبر لأنه آمن بأن الهزيمة لا تسكن الأرض، بل تسكن العقول، وحين قرر أن ينهض، نهضت معه أمة بأكملها.

واليوم، ونحن نحتفل في قلب أوروبا، نؤكد أن مصر لا تغيب عنا، وأننا جزء من ضوءها الممتد في كل مكان…

فكما كان العبور بالأمس فوق قناةٍ من نار، فإن عبورنا اليوم هو نحو المستقبل، بالعلم والعمل والولاء الصادق للوطن.

كلمات سمير علي لم تكن خطابًا، بل تجسيدًا لفلسفة وطنية ترى في الغربة مساحةً أوسع للحضور المصري، وفي الجالية امتدادًا لوجه الوطن في المدى الأوروبي.

وجاءت الذكرى هذا العام مقرونةً بانتصارات جديدة في الحاضر المصري؛ من فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو، في إنجازٍ يضيء سجل مصر الحضاري، إلى اتفاق شرم الشيخ التاريخي لوقف إطلاق النار في غزة، الذي حمل إلى العالم رسالة مصر الخالدة

أن السلام لا يولد إلا من رحم القوة، وأن مصر كانت وستبقى بوصلته ودرعه وسنده.

وشهدت الأمسية حضور الدكتور خالد أبو شنب، المستشار الثقافي ومدير مكتب مصر للعلاقات الثقافية والتعليمية لشرق أوروبا، الذي ألقى كلمة مؤثرة قال فيها

“روح أكتوبر ليست ماضيًا نحتفل به، بل طاقة حية تسري في وجدان المصريين في كل مكان… إنها رمز للبناء والثقة، وإيمانٌ بأن المصري لا يعرف المستحيل.”

وفي لفتةٍ تعبّر عن الوفاء والتقدير، كرّم الأستاذ سمير علي المستشار الثقافي بمنحه درع النادي المصري في فيينا، تقديرًا لدوره المخلص وجهوده في دعم أبناء الجالية المصرية وتعزيز التواصل الثقافي والإنساني بين مصر وأوروبا الشرقية.

صفق الحاضرون بحرارةٍ، في مشهدٍ حمل مزيجًا من الفخر والامتنان، وكأنهم يقولون جميعًا: إن مصر لا تنسى أبناءها المخلصين، أينما حلّوا.

كما ألقى الأستاذ عبد الجواد أحمد، المحامي بالنقض وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، كلمة أكد فيها أن نصر أكتوبر لم يكن مجرد انتصارٍ عسكري، بل انتصارًا لقيم الكرامة والحرية والعدل، وانتصارًا للإنسان حين يختار ألا يُهزم.

ومن دولة الإمارات العربية المتحدة، حضر الجنرال محمد المزروعي الذي قال

انتصار أكتوبر لم يكن لمصر وحدها، بل كان نصرًا للأمة العربية جمعاء. لقد أثبتت مصر أن العروبة ليست شعارًا، بل موقف ومصير مشترك، وأن ما يجمعها بالإمارات هو أخوة الدم والمبدأ والوفاء.

واختتمت الأمسية بأنغام الفنان محسن شلتوت، الذي أبدع في عزف أغنياتٍ وطنية على الكمان، فارتفعت النغمات كأنها دعاء للوطن، وتماهت القلوب مع الموسيقى في مشهدٍ من النور والحنين.

وفي الختام، رُفعت التحية إلى القيادة السياسية المصرية، التي تواصل مسيرة البناء والعطاء بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإلى كل مصريٍّ يحمل في قلبه مصر أينما كان.

لقد كان احتفال النادي المصري في فيينا قصيدة عشقٍ خالدة للوطن، أعادت إلى الذاكرة المعنى العميق لانتصار أكتوبر

أن النصر ليس حدثًا عسكريًّا، بل وعيٌ بالقدرة، وإيمانٌ بأن مصر لا تُهزم ما دام في قلبها من يحبها.

تحيا مصر… وطنًا لا يغيب نوره، ولا تنطفئ في روحه شعلة أكتوبر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.