الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفتتح مركزاً جديداً للزوار يبرز دور العلوم النووية في خدمة السلام والتنمية
فيينا دعاء أبوسعدة
في خطوة تعكس التزامها المتجدد بتعزيز الوعي العام بقوة العلوم النووية وأثرها في بناء مستقبل مستدام، افتتحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم مركزها الجديد للزوار في مقر مختبراتها بمدينة زايبرسدورف النمساوية، بحضور المدير العام للوكالة رافائيل ماريانو غروسي، وسفراء من الدول الأعضاء، وشخصيات رفيعة من المجتمع الأكاديمي والدبلوماسي.
وفي كلمة الافتتاح، أكد غروسي أن المركز يمثل “جسراً حيّاً بين العلم والمجتمع، وتجسيداً لشعار الوكالة الدائم: تسخير الذرة من أجل السلام والتنمية”. وأضاف أن هذا الصرح الجديد يكشف للجمهور عن الدور المحوري للتكنولوجيا النووية في مجالات الطاقة والطب والأمن الغذائي والصناعة، ويعكس كذلك جهود الوكالة في الحد من أخطار الانتشار النووي.
المركز، الذي يبعد أقل من ساعة عن العاصمة فيينا، يوفّر تجربة تفاعلية متكاملة من خلال 33 معرضاً رقمياً ومادياً، تستعرض التطبيقات النووية في الصحة، والزراعة، وحماية البيئة البحرية، والمياه، والطاقة، وحتى صون التراث الثقافي. كما يفتح نافذة على العمل البحثي الرائد الذي تحتضنه مختبرات الوكالة في زايبرسدورف، فيينا، وموناكو منذ ستة عقود، حيث تشكل هذه المختبرات مراكز متميزة للبحث والتطوير التطبيقي، وبناء القدرات، والابتكار في التقنيات النووية.
وخلال الحفل، عبّرت السفيرة النمساوية غابرييلا سيلنر عن فخر بلادها باحتضان مقر الوكالة ومختبراتها، مشيرة إلى أن المركز العصري الجديد يجسد التزام الوكالة بالتواصل مع العالم وتقاسم المعرفة حول الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، بما يخدم الإنسان والبيئة على حد سواء .
وقد جاء إنشاء المركز بدعم مالي من الولايات المتحدة، وهو ما وصفه غروسي بأنه “شهادة حيّة على قوة التعاون الدولي والشراكات العابرة للحدود”.
وتتضمن التجربة كذلك جولات ميدانية للمختبرات المتخصصة في تحسين السلالات الزراعية، وضمان سلامة الأغذية، ومكافحة الآفات، والجرعات الإشعاعية، والأمن النووي، والضمانات، مما يتيح للطلاب والباحثين والإعلاميين والزوار الاطلاع المباشر على تطبيقات العلم النووي في حياتهم اليومية.
واختتم غروسي بالقول “اليوم لا نحتفل بافتتاح مرفق جديد فحسب، بل ندشّن فصلاً جديداً في مسيرة التوعية العلمية، حيث نفتح الأبواب أمام أجيال جديدة لتستكشف القوة التحويلية للعلوم النووية، وكيف يمكن للابتكار أن يحسّن حياة الناس في كل مكان”