سوريا من على منبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية: صفحة جديدة من التعاون والشفافية وإرادة صلبة لبناء المستقبل  

فيينا دعاء أبوسعدة

0 20

من مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ارتفعت كلمة سوريا تحمل مزيجاً من العزم والأمل، لتعلن أمام المؤتمر العام التزامها بخيار التعاون والشفافية، وإصرارها على طيّ صفحة الماضي وفتح أفق جديد قوامه الشراكة الدولية واستخدام الطاقة النووية في خدمة التنمية والسلام.

المندوب السوري استهل بيانه بتهنئة السفير بيتر بوريان على رئاسته للدورة الحالية، مشيداً بجهود المدير العام للوكالة السيد رافائيل غروسي، الذي وصفه بأنه “شريك أمين للإنسانية” بما يبذله من مساعٍ حثيثة لترسيخ مبادئ عدم الانتشار النووي وتوسيع آفاق الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.

وأكدت دمشق، في خطابها، أنها لم تدخر جهداً في التعاون مع الوكالة، وقدمت فرقها كل التسهيلات الممكنة “دون قيد أو شرط”، في خطوة غير مسبوقة هدفها معالجة الملفات العالقة التي ورثتها البلاد من حقبة سابقة، وفتح الطريق أمام تعاون مثمر قائم على الثقة والاحترام المتبادل. وفي هذا السياق، دعت سوريا إلى إغلاق نهائي لهذا الملف، معتبرة أن استمرار طرحه على مدى سنوات لم يكن سوى استنزاف للوقت والجهد، واستغلالاً سياسياً من بعض الأطراف.

ولم يُغفل البيان حجم التحديات التي تواجهها البلاد؛ من بنية تحتية مدمرة واقتصاد مرهق ومخلفات حرب طويلة، إلى اعتداءات إسرائيلية متكررة عطّلت مرافق حيوية، فضلاً عن دعم خارجي لجماعات خارجة عن القانون. ومع ذلك، شدّد المندوب السوري على أن “سوريا الجديدة” ماضية بإرادة صلبة نحو البناء، مرحبةً بأي يد تمتد بالعون للتخفيف من آثار تلك التركة الثقيلة.

وفي بادرة امتنان، خصّت دمشق بالشكر الوكالة الدولية للطاقة الذرية والدول المانحة على ما قدمته من دعم عبر برامج التعاون التقني، ولا سيما مبادرة “أشعة الأمل” التي أسهمت في تجهيز أحد المشافي التخصصية داخل سوريا، إضافةً إلى برامج التدريب وبناء القدرات الوطنية.

كما جدّدت سوريا دعوتها إلى انضمام جميع دول الشرق الأوسط إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، باعتبار ذلك خطوة جوهرية نحو جعل المنطقة خالية من السلاح النووي، وبما يعزز الأمن الإقليمي والسلم الدولي.

وفي ختام كلمتها، أكدت دمشق أن تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس خياراً ظرفياً، بل هو نهج ثابت وإرادة راسخة، غايتها استثمار الطاقة النووية في خدمة التنمية الوطنية، والمساهمة في تخفيف آثار الحرب وإعادة إعمار ما تهدّم، لتبقى سوريا كما أرادها شعبها: دولة سلام، وشريكاً مسؤولاً في المجتمع الدولي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.