فيينا تحتضن ندوة أوبك الدولية التاسعة: رؤية موحّدة لمستقبل الطاقة العالمي وسط مشاركة غير مسبوقة
فيينا دعاء أبوسعدة
شهدت العاصمة النمساوية فيينا صباح اليوم انطلاق أعمال ندوة أوبك الدولية التاسعة، أحد أبرز المنتديات العالمية في صناعة الطاقة، والتي تُعقد هذا العام تحت شعار
“رسم المسارات معًا: مستقبل الطاقة العالمية”، وذلك في قصر هوفبورغ التاريخي الذي احتضن العشرات من صناع السياسات، وقادة الفكر، والمديرين التنفيذيين، وممثلي المنظمات الدولية.
منصة دولية للحوار والتعاون
منذ انطلاقها عام 1969، تحولت ندوة أوبك إلى منصة رائدة للنقاش الجاد والتفكير الاستراتيجي في قضايا الطاقة، وها هي اليوم تؤكد مكانتها مجددًا كملتقى لا غنى عنه للفاعلين في هذا القطاع الحيوي. وشارك في نسخة هذا العام وزراء الطاقة من الدول الأعضاء في أوبك، إلى جانب نظرائهم من الدول الموقعة على “إعلان التعاون”، وممثلي الدول المنتجة والمستهلكة للطاقة، بالإضافة إلى رؤساء منظمات دولية، وشركات كبرى، ومؤسسات مالية، ووسائل إعلام دولية.
مشاركة غير مسبوقة ورعاية واسعة النطاق
تميّزت ندوة هذا العام بمستوى قياسي من الدعم والمشاركة؛ حيث ارتفع عدد الرعاة إلى مستويات غير مسبوقة، كما تضاعف عدد الشركاء الإعلاميين مقارنة بالدورات السابقة، ما يعكس الاهتمام العالمي المتزايد بالحدث.
ومن بين أبرز الجهات الراعية:
Weight Controlling Corporation، MNPC Limited، وزارة الطاقة الشعبية في فنزويلا، مادروغادا، تينيريفي، أغسطس، ياكسا، شركة OMV النمساوية، المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا، والجمهورية الفيدرالية النيجيرية.
كما يواكب الحدث أكثر من 24 مؤسسة إعلامية عالمية تنقل رسائله إلى جمهور واسع حول العالم.
الغيص: معًا نصنع الحلول… والاستثمار هو المفتاح
وفي كلمته الافتتاحية، رحّب الأمين العام لمنظمة أوبك، السيد هيثم الغيص، بالمشاركين، مؤكدًا أن توفير طاقة نظيفة، آمنة، وبأسعار ميسورة للجميع يتطلب استثمارات منتظمة، ورؤية جماعية طويلة الأمد.
وقال الغيص نجتمع اليوم في وقت بالغ الأهمية، تتطلب فيه التحديات التي تواجه قطاع الطاقة استجابات جماعية جريئة. إن شعارنا لهذا العام – “معًا” – لا يأتي من فراغ، بل من قناعة راسخة بأن التعاون الدولي هو السبيل الوحيد لتحقيق انتقال عادل ومسؤول للطاقة.
وأشار إلى أن الطلب العالمي على الطاقة قد يرتفع بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2050، مما يستدعي تعزيز الاستثمار في كل من الطاقات المتجددة والتقليدية، مع التركيز على البنية التحتية، والابتكار، والكفاءة.
محاور استراتيجية للنقاش
وتناقش الندوة على مدار يومين عدة قضايا مفصلية، من بينها:
• أمن الطاقة والحوكمة الدولية
• التحول العادل وتقنيات خفض الانبعاثات
• فقر الطاقة والوصول العادل للطاقة في الجنوب العالمي
• مستقبل الهيدروجين والذكاء الاصطناعي كمحركات للطلب
وتتخلل البرنامج ثلاث جلسات غير تقليدية، وعدة موائد مستديرة رفيعة المستوى، بمشاركة خبراء عالميين، وصناع قرار، ورؤساء شركات، يتناولون التحديات المعاصرة من منظور شامل يجمع بين الاستدامة والنمو الاقتصادي والتكنولوجيا.
امتنان للداعمين ومحطات فارقة
وأعرب الغيص عن شكره للدول والجهات الداعمة للندوة، وفي مقدمتها جمهورية النمسا – الدولة المضيفة، إلى جانب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، مجلس محافظي “شرح الأمة”، ومنتدى الاقتصاد العالمي – نسخة 2025. كما ثمّن الحضور الرفيع من الوزراء والسفراء وممثلي الحكومات، ووجود صاحب القداسة بين الحضور، في تأكيد على البُعد الإنساني والأخلاقي لقضايا الطاقة.
وأشار إلى أن العام الجاري يمثل محطة تاريخية لمنظمة أوبك، حيث يُصادف الذكرى الـ65 لتأسيس المنظمة، والذكرى الـ60 لاختيار فيينا مقرًا رسميًا لها.
وفي ختام كلمته، قال الغيص ليست هذه الندوة مجرد مناسبة للتبادل الفكري، بل هي دعوة للعمل المشترك، ورسم خارطة طريق حقيقية نحو مستقبل طاقي أكثر عدالة وكفاءة وشمولًا.
نأمل أن نخرج من هنا بإجماع حقيقي على المبادئ الأساسية التي يجب أن توجه المرحلة المقبلة.
