فيروس شلل الأطفال يعود ليثير القلق في أوروبا: تحذيرات صحية وتحركات عاجلة  

فيينا دعاء أبوسعدة 

0 9

في تطور يثير القلق، أعلنت السلطات الصحية الأوروبية عن رصد فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي بثلاث دول هي ألمانيا، بولندا، وإسبانيا. وعلى الرغم من عدم تسجيل إصابات بشرية حتى الآن، فإن اكتشاف الفيروس في مدن كبرى مثل برشلونة، ميونيخ، وارسو، وكولونيا يُنذر بمخاطر تستوجب التحرك الفوري.

أوروبا بين إنجازات الماضي ومخاوف الحاضر

منذ إعلان أوروبا خالية من شلل الأطفال في عام 2002، أصبحت أي إشارة إلى عودة الفيروس مصدر قلق استثنائي. ويُعد شلل الأطفال من الأمراض الشديدة العدوى، التي تستهدف بالأساس الأطفال دون سن الخامسة. وقد يؤدي في الحالات الحادة إلى الشلل الدائم خلال ساعات، بمعدل إصابة واحدة من كل 200 حالة.

أرقام التطعيم تكشف التحديات

أظهرت بيانات منظمة الصحة العالمية تفاوتًا في نسب التطعيم بين الدول الأوروبية، حيث سجلت بولندا أقل نسبة تطعيم (85%) مقارنة بألمانيا (91%) وإسبانيا (93%). وبرغم هذه المعدلات الوطنية، تُخفي الأرقام تباينات على المستوى المحلي، حيث توجد مناطق منخفضة التطعيم قد تشكل بؤرًا محتملة لانتشار الفيروس.

رصد الفيروس: تحذير لا يحتمل التأجيل

تم الكشف عن الفيروس من النوع الثاني، الذي أُعلن القضاء عليه عالميًا في 2015، في مياه الصرف الصحي. وبينما لا يعني وجود الفيروس في هذه العينات بالضرورة إصابات فعلية، يُظهر خبراء أن تحوره مع مرور الوقت قد يؤدي إلى انتشار سلالات أكثر قوة.

الاستعداد لمواجهة الخطر

أطلقت ألمانيا اختبارات مجانية لفحص العدوى البشرية، في حين سارعت بولندا إلى تعزيز مخزونها من لقاحات شلل الأطفال. ودعا خبراء الصحة إلى تلقيح 95% من السكان لتحقيق الحماية المجتمعية، خاصة مع وجود تقديرات تشير إلى أن حوالي 2.4 مليون طفل في الاتحاد الأوروبي ربما لم يتلقوا التطعيم بين عامي 2012 و2021.

التحديات العالمية تزيد من خطورة الموقف

يتزامن هذا القلق الأوروبي مع تسجيل إصابات مؤكدة في دول مثل باكستان وأفغانستان، إلى جانب اكتشاف أول إصابة منذ 25 عامًا في قطاع غزة. وفي خطوة طارئة، قادت منظمة الصحة العالمية حملات تطعيم مكثفة طالت مئات الآلاف من الأطفال في المناطق الموبوءة، محذرة من أن الفيروس قد يتخطى الحدود إذا لم تُتخذ إجراءات صارمة.

هل يمكن القضاء على شلل الأطفال نهائيًا؟

رغم الجهود العالمية للقضاء على شلل الأطفال، تظل جيوب المجتمعات غير المحصنة ثغرة تهدد بإعادة انتشار المرض. وأكد أوليفر روزنباور، المتحدث باسم مبادرة القضاء على شلل الأطفال، أن “الانتشار الصامت للفيروس يتطلب يقظة مستمرة”.

ختامًا

في ظل التحديات المتزايدة، تبدو أوروبا أمام اختبار جديد للحفاظ على إنجازاتها الصحية. وبين تعزيز التطعيمات وتطوير أنظمة المراقبة، تبقى المعركة ضد شلل الأطفال رمزًا لأهمية الجهود الجماعية في مواجهة الأمراض المعدية وحماية الأجيال القادمة.

مصر عادى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.