في إطار الاجتماع الدوري لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، المنعقد في مقر الأمم المتحدة في فيينا من 20 إلى 22 نوفمبر 2024، ألقى السفير مجدي مفضل، سفير السودان لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بيانًا شاملاً باسم المجموعة العربية، تحت البند الثالث الخاص بمناقشة الأوضاع في فلسطين.
إدانة واضحة للأوضاع الإنسانية الكارثية في فلسطين
افتتح السفير حديثه بالتأكيد على أن النقاش في هذا المجلس الموقر لا يمكن أن يتجاهل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرًا إلى:
• الإبادة الجماعية التي أسفرت عن سقوط أكثر من 45,000 ضحية، بينهم نسبة مروعة تبلغ 75% من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 102,000 جريح.
• النزوح الجماعي لما يزيد عن 2 مليون مدني نتيجة للعدوان المستمر على قطاع غزة.
• تدمير شامل للبنية التحتية بما في ذلك أكثر من 70,000 وحدة سكنية، وشلل كامل للخدمات الصحية، التعليمية، والكهربائية، إضافة إلى انهيار شبكة الصرف الصحي.
الدعوة إلى تعزيز المساعدات التقنية لفلسطين
طالبت المجموعة العربية بضرورة رفع مستوى المساعدات التقنية لدولة فلسطين، ودعت الوكالة إلى التركيز على:
1. الأمن الغذائي والزراعي.
2. رصد ومعالجة الملوثات في المياه والتربة.
3. تعزيز القدرة على التعامل مع الأزمات البيئية والإنسانية.
رفض السياسات الإسرائيلية وتأكيد عدم شرعيتها
استنكرت المجموعة العربية بشدة القوانين الإسرائيلية التي تستهدف عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بما في ذلك منعها وموظفيها من ممارسة أعمالهم ومنحهم الحصانات الدبلوماسية. وأكدت أن هذه السياسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، داعية المجتمع الدولي إلى:
• دعم الأونروا ماليًا وسياسيًا.
• تفعيل الأدوات القانونية الدولية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.
مطالبة بموقف حاسم من مجلس الأمن
دعت المجموعة العربية مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار عاجل تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لفرض:
• وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار.
• إنشاء آليات رقابة دولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مناطق قطاع غزة بشكل آمن ومستدام.
التزام المجموعة بدعم فلسطين دوليًا
رحبت المجموعة بالدعم العالمي الواسع النطاق الذي تلقته فلسطين للحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معربة عن أسفها لعرقلة هذا القرار على مستوى مجلس الأمن. ودعت الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى اتخاذ هذه الخطوة التاريخية دون تأخير.
التنديد بالعدوان على لبنان وسوريا
لم يغفل البيان الإشارة إلى العدوان الإسرائيلي المتكرر في المنطقة:
• في لبنان: أدانت المجموعة الهجمات التي أدت إلى سقوط آلاف الضحايا وتشريد أكثر من 1.2 مليون شخص، داعية إلى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701.
• في سوريا: أكدت المجموعة دعمها لحق سوريا في الدفاع عن أراضيها، منددة بالاستهداف الإسرائيلي الممنهج للأحياء السكنية والبنية التحتية الاقتصادية.
تحذير من التداعيات الإقليمية والدولية
حذر السفير مفضل من أن استمرار العدوان الإسرائيلي يهدد بتفاقم الأوضاع في الشرق الأوسط، مما يتطلب:
• تحركًا دوليًا عاجلًا لتفادي التصعيد.
• العمل الجماعي لتخفيف معاناة المدنيين وضمان الاستقرار الإقليمي.
ختام البيان
في ختام كلمته، شدد السفير على أن استمرار الجرائم الإسرائيلية يمثل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، مؤكدًا على أهمية وحدة الجهود الدولية لإحلال السلام العادل والشامل. كما أعرب عن تقديره للدول التي اتخذت خطوات ملموسة لدعم فلسطين وشعوب المنطقة، داعيًا الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية والتاريخية.
هذا البيان يُجدد الالتزام العربي بمواصلة النضال من أجل حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب المتضررة في المنطقة، في إطار القانون الدولي وبالتعاون مع المجتمع الدولي.