عقدت السفارة السودانية في النمسا مؤتمراً صحفياً استعرضت فيه تطورات الأزمة السودانية، وألقى السفير مجدي مفضل، مندوب السودان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، خطاباً تناول حقيقة الصراع الدائر، موضحاً أنه ليس مجرد نزاع بين قيادات عسكرية، بل هو تمرد مسلح من قوات الدعم السريع التي انشقت عن الدولة، وارتكبت جرائم حرب وانتهاكات جسيمة ضد المدنيين، شملت عمليات تطهير عرقي وانتهاكات للقانون الدولي الإنساني.
وأشار السفير إلى إدانة المجتمع الدولي مؤخراً لجرائم الميليشيات، مثمناً مواقف الاتحاد الأوروبي، و الممثل السامي لاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية ووزارتي الخارجية الأمريكية والألمانية، التي دانت الفظائع التي ارتكبت الأسبوع الماضي في شرق ولاية الجزيرة، حيث قُتل عشرات المدنيين. وأكد أن هذه الإدانات تمثل خطوة مهمة نحو تصحيح الموقف الدولي إزاء الأزمة السودانية، معرباً عن أمله في أن تحذو بقية الدول حذو هذه الجهات لتبني موقف أكثر دعماً للسلام والاستقرار في السودان.
وأوضح مفضل أن السودان يسعى إلى تعاون دولي لوقف الدعم الخارجي للميليشيات المتمردة، مشيراً بشكل خاص إلى تورط بعض الدول في تأجيج الصراع من خلال دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي للميليشيات، مثل الإمارات التي تقدم لهم تمويلاً وأسلحة متطورة أسهمت في إطالة أمد النزاع وزيادة حدة المعاناة الإنسانية. وبيّن السفير أن وقف هذا الدعم الخارجي هو السبيل لتحقيق السلام، خصوصاً أن الأزمة تهدد الاستقرار في منطقة الساحل وغرب أفريقيا.
وشرح السفير محاور استراتيجية الحكومة السودانية في مواجهة الأزمة، والتي تشمل ثلاثة محاور: المسؤولية الدستورية للقضاء على التمرد عبر العمليات العسكرية بالتعاون مع القوات النظامية والدعم الشعبي؛ والمصالحة الوطنية الشاملة، إذ تسعى الحكومة للتفاوض من أجل حماية المدنيين كما ورد في إعلان جدة في مايو الماضي، رغم أن المتمردين لم يلتزموا بهذه الاتفاقات؛ وأخيراً، محاسبة مرتكبي الجرائم من خلال لجنة قانونية وطنية متخصصة تعمل على توثيق كافة الانتهاكات وتقديم الجناة إلى العدالة.
واختتم السفير المؤتمر بالدعوة إلى تكثيف الدعم الدولي لإعادة بناء المؤسسات السودانية المتضررة وإعمار ما دمرته الحرب، مع التركيز على تنمية الأقاليم كافة لمنع تركز النشاط الاقتصادي في العاصمة وحدها، مؤكداً أن استكمال عملية السلام الشامل يشمل مناطق مثل جنوب كردفان ودارفور، لضمان سلام دائم ومستقبل مستقر لكل السودانيين.