المؤتمر الدولي الأول للمفاعلات النووية الصغيرة ينطلق الأسبوع المقبل في فيينا

تستعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستضافة المؤتمر الدولي الأول حول المفاعلات النووية الصغيرة وتطبيقاتها في الفترة من 21 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول في مقرها بالعاصمة النمساوية فيينا. سيجمع المؤتمر أكثر من 1000 مشارك من حوالي 100 دولة، ويأتي في وقتٍ يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالطاقة النووية كجزء من جهود تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.

تتميز المفاعلات النووية الصغيرة بقدرتها على إنتاج طاقة تصل إلى 300 ميغاواط، مما يجعلها خيارًا مناسبًا للنشر في المناطق النائية والمناطق ذات الشبكات الكهربائية المحدودة. يعتمد تصميمها على التجميع المسبق في المصانع ونقل المكونات إلى مواقع التركيب، مما يقلل من مدة البناء ويزيد من كفاءته. ومع الاهتمام المتزايد من قبل الدول والصناعات باستخدام هذه التقنية لتلبية احتياجاتها، مثل مراكز البيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة وإزالة الكربون من التطبيقات الصناعية غير الكهربائية، من المتوقع أن تلعب هذه المفاعلات دورًا بارزًا إلى جانب المحطات النووية الكبيرة خلال السنوات المقبلة.

صرح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، قائلاً: “وفقًا لسيناريوهاتنا، من المتوقع أن تضاعف القدرة النووية على توليد الكهرباء بحلول عام 2050 بنحو مرتين ونصف مقارنة بمستواها الحالي، ومن المحتمل أن تأتي ربع هذه القدرة من المفاعلات النووية الصغيرة. لذا، فإن التعاون الدولي بات أمرًا حاسمًا لضمان تطوير وتنفيذ هذه المفاعلات بشكل آمن وفعّال”.

وسيشتمل المؤتمر على جلسات نقاشية وورش عمل تغطي أربعة محاور رئيسية: تصميم وتكنولوجيا المفاعلات النووية الصغيرة، الأطر التشريعية والتنظيمية، الأمن والسلامة، والاعتبارات الضرورية لتسهيل نشرها.

وقالت ألين دي كلويزو، مديرة قسم الطاقة النووية في الوكالة: “هناك نحو 70 تصميمًا نشطًا للمفاعلات النووية الصغيرة حول العالم في مراحل مختلفة من التطوير، ونحن متحمسون لرؤية الاهتمام المتزايد من قبل الدول والصناعات بنشر هذه التقنية”.

ويتزامن مع المؤتمر انعقاد اجتماع مبادرة التناغم والتوحيد النووي (NHSI) التي أُطلقت عام 2022، بهدف تعزيز نشر المفاعلات النووية الصغيرة وتبني نهج موحد في التنظيم والصناعة. ستستعرض المبادرة الإنجازات السابقة وتضع خطط العمل للعام المقبل.

من جانبها، قالت آنا برادفورد، مديرة قسم سلامة المنشآت النووية في الوكالة: “إن المشاركة الواسعة في المؤتمر تعكس الاهتمام العالمي المتزايد بالمفاعلات النووية الصغيرة، ونحن ملتزمون تمامًا بتسهيل تطوير هذه التقنيات ونشرها بشكل آمن ومأمون”.

وسيشمل المؤتمر أيضًا فعاليات جانبية، أبرزها “الليلة الصناعية” يوم الثلاثاء 22 أكتوبر بالتعاون مع الرابطة النووية العالمية، حيث سيستعرض العارضون أحدث التطورات في تكنولوجيا المفاعلات. وفي يوم الأربعاء، سيتم تنظيم فعالية للشباب لمناقشة دور المفاعلات النووية الصغيرة في مستقبل الطاقة المستدامة.

تقدم الوكالة الدولية للطاقة الذرية دعمها للدول من خلال منصة المفاعلات النووية الصغيرة، التي توفر المساعدة الفنية وبناء القدرات وتنسيق جهود البحث والتطوير لضمان النشر الآمن والفعال لهذه التكنولوجيا. تعمل المنصة كنقطة مركزية لتنسيق الجهود بين الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في هذا المجال.