بيان اليمن في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية: دعم التعاون التقني وتأكيد على التهديدات النووية والإرهابية

في بيان ألقاه السفير هيثم شجاع الدين، سفير اليمن لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، خلال مشاركته في المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أعرب عن تضامن اليمن مع حكومة وشعب النمسا الصديقة جراء الفيضانات التي اجتاحت البلاد. كما هنأ جمهورية الصومال الشقيقة وكوك آيلاند بمناسبة انضمامهما إلى عضوية الوكالة.

وتطرق السفير شجاع الدين إلى العدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة في قطاع غزة، والذي دخل شهره الحادي عشر، مخلفًا آلاف الشهداء والجرحى، وسط صمت المجتمع الدولي عن هذه المأساة الإنسانية والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

وأشار السفير إلى الاهتمام الكبير الذي توليه اليمن ببرنامج التعاون التقني مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فقد تم توقيع النسخة المحدثة للبرنامج الإطاري القطري للفترة 2024-2029 في يونيو الماضي، والذي يغطي عدة قطاعات. وأكد أن اليمن، رغم الظروف الاستثنائية والصعبة الناتجة عن انقلاب مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، يحرص على تنفيذ مشاريع التعاون التقني مع الوكالة. كما ثمّن الجهود التي تبذلها الوكالة لدعم مشاريع علاج السرطان في اليمن، معربًا عن تطلع اليمن إلى زيادة فريق الوكالة إلى العاصمة المؤقتة عدن للوقوف على احتياجات إنشاء وتجهيز مركز لتشخيص وعلاج السرطان، نظرًا لارتفاع نسبة المصابين بالمرض والحاجة الماسة لدعم إضافي من الوكالة لإنشاء مراكز جديدة.

وأكد السفير على أهمية استمرار الوكالة في تقديم التسهيلات والبدائل اللازمة لضمان تنفيذ مشاريع التعاون التقني في الدول التي تواجه صراعات أو ظروف استثنائية. وفيما يخص إيران، دعا السفير طهران إلى التوقف عن انتهاكات خطة العمل الشاملة المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه الانتهاكات تشكل تهديدًا خطيرًا لنظام عدم انتشار الأسلحة النووية، ومخالفة صريحة لقرار مجلس الأمن رقم 2231 لعام 2015. كما أعرب عن القلق من عرقلة إيران للمفاوضات بشأن الاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن طول فترة المفاوضات قد تكون استُغلت من قبل إيران لتطوير برنامجها النووي لأغراض غير سلمية.

كما جدّد السفير رفض اليمن المطلق للهجمات الإرهابية التي تنفذها مليشيات الحوثي بدعم من إيران في المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكد أن هذه الهجمات تشكل تهديدًا ليس فقط لليمن بل للملاحة الدولية والاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى أنها تضر بحرية التجارة العالمية وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية على البلاد والعالم من خلال ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين. ودعا المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في كيفية التعامل مع التهديد الحوثي للممرات المائية الدولية، مع الاستمرار في دعم القيادة الرئاسية والحكومة اليمنية.

في مجال الأمن النووي، أكد السفير دعم اليمن لكافة خطوات الوكالة الرامية إلى تعزيز إجراءات الأمن النووي لمنع وصول المواد النووية إلى الجماعات الإرهابية ومكافحة الاتجار غير المشروع بها. كما أشار إلى أن اليمن، بالتعاون مع الوكالة والولايات المتحدة الأمريكية، اعتمد في مايو 2024 الخطة الشاملة المتكاملة لحماية المواد المشعة، ويعمل على تنفيذها لتأمين كافة المواد المشعة في البلاد.

وأعرب السفير عن ترحيب اليمن بنتائج الدورة الرابعة للمؤتمر الخاص بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، مؤكدًا تطلع بلاده إلى انعقاد الدورة الخامسة للمؤتمر تحت رئاسة موريتانيا، ودعا كافة الدول إلى المشاركة والإسهام في إنجاحه.