مصر… الأم التي لا تنام عن أبنائها: لقاء دبلوماسي رفيع يفتح آفاقاً جديدة للمصريين في النمسا»
فيينا دعاء أبوسعدة
حين قال القدماء إن مصر أمّ الدنيا، لم تكن العبارة من قبيل البلاغة أو المبالغة، بل من قبيل الحقيقة التي تنبض في سلوكها تجاه أبنائها؛ فالأم لا تنسى، ولا تغيب، ولا تكفّ عن السؤال. تفتح بابها وإن ابتعدوا، وتصل أصواتهم وإن تفرقت بهم السبل. وهكذا تبدو مصر اليوم… أمّاً تمد يدها الحانية إلى الجاليات المصرية في الخارج، تصغي لهم، وتتابعهم، وتشاركهم همومهم ومقترحاتهم، وكأن الوطن يقترب منهم خطوة كلما ابتعدوا عنه ميلاً.
في هذا الإطار، عقدت وزارة الخارجية والهجرة، اليوم الأحد، لقاءً افتراضياً موسعاً مع أعضاء الجالية المصرية في النمسا، برئاسة السفير نبيل حبشي نائب وزير الخارجية للهجرة وشئون المصريين بالخارج، والسفير محمد نصر سفير جمهورية مصر العربية في النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، وذلك في إطار سياسة الدولة الدائمة لتعزيز التواصل مع أبنائها حول العالم.
وخلال اللقاء، أكد السفير نبيل حبشي علي حرص الوزارة على تيسير الخدمات والمعاملات القنصلية عبر تطوير منظومة العمل القنصلي ورقمنة خدماته، بما يضمن سرعة الإنجاز وجودة الأداء، ويجعل الدولة أقرب إلى مواطنيها في كل مكان.
كما أعرب سيادته عن اهتمامه بمتابعة أوضاع الجالية المصرية في النمسا متابعة دقيقة ومستمرة، لاسيما شباب الجيلين الثاني والثالث، والاستماع مباشرة إلى رؤاهم وتطلعاتهم.
وتطرّق نائب الوزير إلى عدد من المبادرات الحكومية المخصصة لخدمة المصريين بالخارج، وعلى رأسها:
• مبادرة التأمين الصحي ونقل الجثامين إلى الوطن باشتراك سنوي بسيط .
• مبادرة “بيتك في مصر” لتوفير شقق تمليك بالتقسيط مع أولوية الحجز في مدن متعددة داخل الجمهورية.
• مبادرة “مزرعتك في مصر” التي تتيح مزارع بمساحة 40 فداناً للمصريين بالخارج بنظام تقسيطي ميسر.
• عقد لقاءات افتراضية مع شخصيات بارزة في المجالات الفنية والرياضية والثقافية والسياسية.
• بحث إعادة فتح تسوية الموقف التجنيدي لمن تجاوزوا سن الثلاثين.
وأوضح السفير نبيل حبشي أن هذه المبادرات تهدف إلى تقديم خدمات ملموسة تعود بالنفع المباشر على أبناء الجالية المصرية، مؤكداً أن الدولة تحرص على تطوير آليات تواصلها معهم وتعزيز الروابط التي تربطهم بوطنهم الأم.
وفي سياق متصل، خصّ السفير نبيل حبشي السفير محمد نصر بإشادة خاصة، مؤكداً أنه يمثّل نموذجاً للدبلوماسية المصرية الراسخة في احترافيتها وإنسانيتها، لما يبذله من جهود رفيعة في خدمة أبناء الجالية المصرية بالنمسا، وتلبية احتياجاتهم، ومتابعة قضاياهم، وتعزيز حضورهم داخل النسيج الأوروبي. وأكد أن عمله الدؤوب ومتابعته الميدانية اليوميّة جعلت السفارة بيتاً مفتوحاً لكل مصري في النمسا، وأن نجاح منظومة التواصل يعود كثير منه لحضوره الفاعل وقيادته الحكيمة. كما تقدم بالشكر للمستشار محمد البحيري لمتابعته المستمرة لشئون المصريين المقيمين في النمسا.
واختتم نائب وزير الخارجية اللقاء مؤكداً أن الوزارة لن تدخر جهداً في الاستجابة لمطالب المصريين بالخارج ودراسة كل ما يطرحونه من مقترحات بالتنسيق مع الجهات المعنية، إيماناً بأن أبناء الوطن بالخارج يمثلون ركناً أساسياً في دعم مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها مصر

