فيينا تحتفل بالعيد الوطني المغربي: أمسية دبلوماسية بامتياز بحضور غادة والي ووفد من الخارجية النمساوية وسفراء من مختلف دول العالم  

فيينا دعاء أبوسعدة

0 28
مصر عرضى

في قلب العاصمة النمساوية، وعلى وقع الأناشيد الوطنية المغربية، احتضن فندق “بارك حياة” الفاخر مساء الأربعاء 30 يوليو 2025، حفل استقبال رسمي أقامته سفارة المملكة المغربية في النمسا، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش المجيد، العيد الوطني للمملكة المغربية.

كان الحفل لوحة أنيقة جمعت بين البعد الوطني والبعد الدبلوماسي، في أمسيةٍ احتفالية راقية تميزت بحضورٍ لافتٍ ضم وفدًا من وزارة الخارجية النمساوية، وعددًا كبيرًا من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إلى جانب شخصيات سياسية وثقافية بارزة، ووجوه من الجالية المغربية في النمسا، وصحفيين وإعلاميين من مختلف التوجهات.

من أبرز الحاضرين، الدكتورة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، التي شاركت في الحفل تأكيدًا لمكانة المغرب كدولة شريكة في جهود العدالة الدولية، والتنمية المستدامة، والأمن الإقليمي. كما سجّل الحضور الرسمي النمساوي مشاركة مميزة من مسؤولين في وزارة الخارجية النمساوية، بما يعكس عمق العلاقات الثنائية وحرص فيينا على تعزيز أواصر التعاون مع الرباط.

السفير عز الدين فرحان: العيد الوطني لحظة وعي واستمرارية

وفي كلمته خلال الحفل، قال سعادة السفير عز الدين فرحان، المندوب الدائم للمملكة المغربية لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن عيد العرش، العيد الوطني للمغرب، ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل محطة وطنية جامعة تُستحضر فيها مسيرة شعب، بقيادة ملك، يجدد في كل عام عقد الثقة مع المستقبل.

وأضاف السفير منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش عام 1999، انطلقت مسيرة إصلاحات عميقة، ورؤية استراتيجية جعلت من المغرب نموذجًا في الانفتاح والاعتدال والتنمية المتوازنة، ومركزًا دوليًا للحوار والشراكة الحضارية.

العلاقات المغربية–النمساوية تاريخ ممتد ورؤية متجددة

وتوقف السفير فرحان عند العلاقات التاريخية التي تربط بين المغرب والنمسا منذ أكثر من قرنين، والتي شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورًا لافتًا في مجالات الاقتصاد والصناعة والقضاء، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري تجاوز نصف مليار يورو، مع نمو بلغ نحو 30%، مما جعل المغرب ثاني أكبر سوق إفريقية للصادرات النمساوية.

كما استعرض السفير جملة من المبادرات الاستراتيجية التي أطلقتها المملكة، ومنها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، ومبادرة الأطلسي لدعم الدول الإفريقية غير الساحلية، فضلًا عن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، كأول نسخة من نوعها تُقام عبر ثلاث قارات.

وأكد أن الاحتفال بالعيد الوطني المغربي في الخارج هو تعبير عن انتماء ممتد، واعتزاز بمكانة وطن أصبح فاعلًا موثوقًا في الساحة الدولية، ومنبرًا للحوار والتقارب بين إفريقيا وأوروبا.

مغرب الهوية… في قلب أوروبا

 

الاحتفال لم يكن سياسيًا فقط، بل حمل في طياته ملامح الثقافة المغربية الغنية، من خلال أجواء الضيافة الراقية التي جمعت بين المأكولات التقليدية، والموسيقى الأصيلة، والديكور المستوحى من روح المدن المغربية، وسط تفاعل كبير من الحضور الذي عبّر عن إعجابه بالتنظيم، واهتمامه المتزايد بتعزيز التعاون مع المملكة.

رسالة العيد الوطني عهد متجدد وشراكات ممتدة

 

وفي ختام الأمسية، أكد السفير فرحان أن العيد الوطني للمغرب يمثل لحظة لتجديد العهد مع قيم الإصلاح والانفتاح، وترسيخ الشراكات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة، مشددًا على أن العلاقات المغربية–النمساوية ستظل نموذجًا يحتذى في الدبلوماسية المتوازنة والهادفة.

ومن قلب فيينا، وبمشاركة أممية ودبلوماسية واسعة، أضاء العيد الوطني المغربي ليل العاصمة النمساوية بألوان الوحدة والاعتزاز، في احتفال يعكس روح وطن يمتد بحضارته من جبال الأطلس إلى ضفاف الدانوب، بثقةٍ في الماضي، وإصرارٍ على المستقبل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.