رافاييل غروسي: مصر محطة دبلوماسية محورية في مسار الملف النووي الإيراني… وإشادة دولية بدورها
فيينا دعاء أبوسعدة
رافاييل غروسي: مصر محطة دبلوماسية محورية في مسار الملف النووي الإيراني… وإشادة دولية بدورها
فيينا دعاء أبوسعدة
في كلمة مؤثرة أمام الدورة التاسعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقدة في فيينا، أكد رافاييل ماريانو غروسي، المدير العام للوكالة، أن مصر لعبت دورًا محوريًا مؤخرًا في مسار دبلوماسي بالغ الأهمية يتعلق بالملف النووي الإيراني.
وكشف غروسي أن القاهرة استضافت الأسبوع الماضي لقاءً رفيع المستوى جمعه بوزير خارجية إيران الدكتور عباس عراقجي، أسفر عن توقيع اتفاقية تعيد تنظيم إجراءات التفتيش والإخطارات، بما يتيح استئناف تنفيذ الضمانات النووية في إيران ضمن إطار يحترم مخاوف طهران ويظل متوافقًا مع معاهدة الضمانات الشاملة. ووصف غروسي هذه الخطوة بأنها “إشارة عملية لاستعادة الثقة”، مؤكدًا أن عودة مفتشي الوكالة إلى إيران ستكون مؤشرًا قويًا على إمكانية الحلول بالحوار لا بالمواجهة.
وفي هذا السياق، حظي الدور المصري بإشادة دولية واسعة، حيث عبّر الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول العربية، وفي مقدمتها الأردن، وكذلك إيران وبعض دول آسيا، عن تقديرهم لاستضافة القاهرة لهذا اللقاء الحاسم الذي أعاد الزخم إلى مسار الحوار النووي، وأكد مرة أخرى مكانة مصر كجسر تلتقي عنده الأطراف الدولية لصياغة حلول متوازنة.
وشدد غروسي على أن فقدان الثقة في البرامج النووية يهدد السلم والأمن الدوليين، مستحضرًا ملفات العراق وسوريا، بينما أشار إلى أن الملف الإيراني يظل الأكثر حساسية في اللحظة الراهنة. كما تناول تحديات أخرى أبرزها البرنامج النووي لكوريا الشمالية وتداعيات الحرب في أوكرانيا التي تهدد أكبر محطة نووية في أوروبا.
وفي جانب التنمية، لفت غروسي إلى أن العالم مقبل على مضاعفة قدرته النووية بحلول عام 2050 لمواجهة أزمة المناخ وضمان أمن الطاقة، مشيرًا إلى أن 40 دولة تمر بمراحل مختلفة من بناء برامج نووية سلمية، وأن أكثر من 20 دولة أخرى تدرس خيار الطاقة النووية لمستقبلها.
واختتم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كلمته بالتأكيد على أن مصر، بما وفرته من منصة حوار ناجح، لم تكتفِ بالاستضافة بل قدمت نموذجًا حيًا لدبلوماسية فعّالة تُمهد الطريق نحو استقرار دولي أكثر صلابة، قائلاً
السلام ليس غيابًا للصراع، بل هو فعلٌ مستمر تُسهم فيه الدول الرائدة بصوتها ومبادراتها.
