انعقاد الدورة 68 للجنة المخدرات في فيينا وسط تحديات متزايدة في مشهد المخدرات العالمي
فيينا دعاء أبوسعدة
انطلقت اليوم في مقر الأمم المتحدة في فيينا أعمال الدورة الثامنة والستين للجنة المخدرات، والتي تستمر حتى 14 مارس، بمشاركة أكثر من 2000 ممثل من الدول الأعضاء، وكيانات الأمم المتحدة، والمنظمات الحكومية والدولية، والمجتمع المدني والعلمي.
ويترأس هذه الدورة السفير شامبو إس. كوماران، الممثل الدائم للهند لدى الأمم المتحدة في فيينا، فيما افتتحت الجلسة المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، غادة والي، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين الدوليين.
وتبحث اللجنة هذا العام تطورات سوق المخدرات العالمية، التي باتت أكثر تعقيدًا وتقلبًا بفعل انتشار المخدرات الاصطناعية وتزايد أنشطة الاتجار غير المشروع. وتشمل النقاشات تقييم التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقيات الدولية المتعلقة بسياسات مكافحة المخدرات، وتحديد الحلول الفعالة لمواجهة التحديات المستجدة.
وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت والي أن سوق المخدرات غير المشروعة تشهد تغيرات متسارعة، حيث تم تسجيل أكثر من 1300 مادة نفسية جديدة، فيما ارتفعت معدلات ضبط المخدرات الاصطناعية والأفيونية بشكل غير مسبوق. وأضافت أن تعاطي المخدرات بات أكثر تعقيدًا، مع انتشار الاستخدام المتعدد للمواد المخدرة، مما يزيد من التحديات الصحية والاجتماعية، خاصة في ظل محدودية الوصول إلى العلاج، لا سيما بين النساء والشباب والفئات الأكثر ضعفًا.
وأشارت والي إلى أن مشكلة المخدرات لا تؤثر فقط على الصحة العامة، بل تمتد تداعياتها إلى السلم والأمن والتنمية. وأوضحت أن شبكات الاتجار تستغل مناطق النزاع والفوضى، مثل هايتي وبلاد الشام والمثلث الذهبي، مما يفاقم الأوضاع الأمنية. كما شددت على ضرورة تعزيز التعاون الدولي، مؤكدة أن تراجع الاستثمارات في العمل الجماعي ينعكس سلبًا على الجهود المبذولة لمكافحة الجريمة المنظمة والحد من تدفقات المخدرات والسلائف الكيميائية عبر الحدود.
وتعقد اللجنة خلال الدورة الحالية أكثر من 180 فعالية جانبية، إلى جانب 30 معرضًا، تناقش مختلف أبعاد مكافحة المخدرات، من السياسات والرقابة إلى العلاج وإعادة التأهيل.
وفي ختام كلمتها، حذرت والي من الأزمة التمويلية التي يواجهها مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، مشيرة إلى أن التخفيضات الكبيرة في مساهمات المانحين تهدد استمرارية العديد من البرامج الحيوية التي يقدمها المكتب لدعم الدول في مواجهة تحديات المخدرات والجريمة المنظمة.
وتستمر الاجتماعات والمناقشات على مدار الأيام المقبلة، وسط ترقب لمخرجات الدورة وتأثيرها على مستقبل التعاون الدولي في مكافحة المخدرات.
