انطلاق المنتدى الاقتصادي العربي النمساوي الرابع عشر: منصة لتعزيز الشراكات الاقتصادية بين النمسا والدول العربية
فيينا دعاء أبوسعدة
في احتفالية مميزة بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيسها، نظمت غرفة التجارة العربية النمساوية في العاصمة فيينا المنتدى والمعرض الاقتصادي العربي النمساوي في دورته الرابعة عشرة، بمشاركة أكثر من 300 شخصية رفيعة المستوى، منهم وزراء وممثلون عن حكومات عربية وأجنبية، إلى جانب قادة الصناعة والمستثمرين. الهدف الرئيسي للمنتدى هو تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية بين النمسا والدول العربية، بما يسهم في دفع عجلة التعاون الثنائي نحو آفاق جديدة.
افتتح المنتدى بكلمة الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، الذي أشاد بدور الغرفة في بناء جسور التعاون الاقتصادي والعلمي بين النمسا والدول العربية. وأكد الرئيس على أهمية الشراكة بين الطرفين لتحقيق النمو المستدام وتبادل الخبرات في مجالات الابتكار والتكنولوجيا.
وزير الاقتصاد النمساوي ركز في كلمته على أهمية المنتدى، مشيراً إلى أن الدول العربية تلعب دورًا محوريًا في مشهد الطاقة المستقبلية، خاصة في ظل التحول نحو الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة. وأضاف أن النمسا وأوروبا تنظران باهتمام كبير إلى مشاريع الطاقة المتجددة والاستثمارات المستقبلية في هذا القطاع.
من الجانب العربي، تحدث السفير حسن خضيرة، سفير سوريا لدى النمسا، عن أهمية المنتدى في تعزيز التفاهم الاقتصادي بين النمسا والدول العربية، مؤكداً على أهمية التواصل المستمر لتطوير التعاون الاستثماري بين الجانبين.
الدكتور فيرنر فاسلابند، وزير الدفاع النمساوي السابق ورئيس غرفة التجارة، عبّر عن سعادته بتطور العلاقات العربية النمساوية، مشيرًا إلى أن الدول العربية هي جيران مهمون لأوروبا، خاصة في ظل التحولات الكبيرة التي تشهدها القطاعات الاقتصادية، مؤكداً على ضرورة تعزيز الشراكات في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية.
تضمن المنتدى عدة جلسات نقاشية هامة، كان أبرزها جلسة حول الاستثمارات في الطاقة، التي شارك فيها وزير النفط العراقي عزت صابر وممثلون عن شركات عالمية مثل OMV. ناقشت الجلسة إمكانيات التعاون في مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة، وأبرزت الاهتمام المتزايد من الدول العربية والاتحاد الأوروبي في دعم هذه المشاريع.
في الجلسة الثانية، تناول المنتدى موضوعات متعلقة بتكنولوجيا الطاقة وأمن الطاقة، وبدأت بكلمة مسجلة من هيثم الغيص، الأمين العام لمنظمة أوبك، الذي تحدث عن دور التكنولوجيا في مستقبل الطاقة وأهمية الابتكار في تطوير موارد الطاقة المستدامة. ناقش الخبراء في الجلسة التحديات المتعلقة بتقليل الانبعاثات الكربونية والتقنيات المتقدمة في مجال تخزين الكربون.
المهندس مضر خوجه، الأمين العام لغرفة التجارة العربية النمساوية، أكد في كلمته أن المنتدى يمثل فرصة استثنائية لتبادل الخبرات وتعميق العلاقات الاستثمارية بين النمسا والدول العربية، مشيراً إلى أهمية التركيز على الابتكار في مجالات الطاقة والتكنولوجيا، وتقديم حلول عملية للتحديات التي تواجه الصناعة العالمية.
المنتدى شكل منصة مثالية لجذب الاستثمار وتبادل الأفكار حول المستقبل المستدام للطاقة، حيث تم عرض العديد من المشاريع الطموحة والتقنيات الحديثة التي تعزز من فرص التعاون بين النمسا والدول العربية في مختلف المجالات الاقتصادية.
