الوكالة الذرية: تعاون إيراني محدود يعرقل كشف مصير اليورانيوم بعد خمسة أشهر من الغموض  

أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال لقائه الصحفي اليوم على هامش اجتماع مجلس المحافظين في فيينا، أن إيران بدأت تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق القاهرة الموقَّع في 9 سبتمبر 2025 عبر السماح بعمليات التفتيش في عدد من منشآتها غير المتضررة جراء هجمات يونيو الماضي، واصفاً هذه الخطوة بأنها “إيجابية وفي الاتجاه الصحيح”.

وأوضح أن فرق الوكالة تمكنت من استئناف التحقق من المعلومات التصميمية وممارسة أنشطة التفتيش الروتينية في أغلب المنشآت العاملة في طهران، إلا أنه أشار بوضوح إلى أن التعاون الإيراني لا يزال “غير مكتمل”، لافتاً إلى أن الوكالة لم تتسلم حتى الآن التقرير المفصلي حول حالة المنشآت المتضررة والمواد النووية الموجودة فيها، وهو تقرير تلزم به اتفاقية الضمانات دون تأخير.

وأضاف أن غياب هذا التقرير، إلى جانب عدم السماح للمفتشين بالوصول إلى مخزونات اليورانيوم منخفض وعالي التخصيب منذ نحو خمسة أشهر، يجعل إجراءات التحقق “متأخرة بشكل خطير” ويخلق فجوة كبيرة في تقييم الوضع الراهن للمواد النووية الحساسة.

وحثّ المدير العام إيران على الانخراط بشكل أوسع وأكثر فاعلية لضمان التنفيذ الكامل لاتفاق الضمانات بموجب معاهدة عدم الانتشار، مؤكداً استعداد الوكالة لاستمرار الحوار والعمل لاستعادة مستوى الشفافية المطلوب.

ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإعادة بناء الثقة وضمان القدرة الكاملة على تفتيش جميع المواقع، لاسيما تلك التي تعرّضت لأضرار خلال هجمات يونيو، وسط تأكيد الوكالة أنها تواصل عملها بمعايير المهنية والحياد لضمان أمن النظام النووي العالمي