المصريون في النمسا يصوّتون في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 وسط أجواء تنظيمية راقية… والوطن حاضر في القلوب رغم البُعد

فيينا ـ من دعاء أبوسعدة

0 1
مصر عرضى

في لحظة يتعانق فيها الحنين بالواجب، ووسط أجواء يغلفها النظام وتغمرها الوطنية، واصل أبناء الجالية المصرية في النمسا، اليوم الجمعة، توافدهم إلى مقر السفارة المصرية في فيينا، للمشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025، ضمن الجولة الأولى لتصويت المصريين في الخارج، والممتدة على مدار يومي 1 و2 أغسطس.

وبقلوب لا تزال تنبض بأسماء قراهم ومدنهم، أدلى الناخبون بأصواتهم كلٌّ حسب محافظته، كأنما أعادوا رسم خارطة الوطن في عاصمة أوروبية تبعد آلاف الأميال عن ضفاف النيل. من الإسكندرية حتى أسوان، من الوادي الجديد إلى سيناء، تجمّع المصريون ليؤكدوا أن المسافة لا تلغي الهوية، وأن المشاركة السياسية لا تعرف حدود الجغرافيا.

وقد شهدت العملية الانتخابية تنظيمًا دقيقًا وإشرافًا مباشرًا من السفير محمد نصر، سفير جمهورية مصر العربية لدى النمسا والمندوب الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بمساندة من القنصل العام محمد البحيري، حيث جرى استقبال الناخبين وفق أعلى درجات التنسيق، وبما يليق بصورة مصر ومكانتها.

وفي تصريح خاص لجريدة أخرى الأنباء ، أكد السفير نصر أن السفارة أتمّت الاستعدادات لضمان سلاسة التصويت، مشيدًا بالوعي الكبير لدى أبناء الجالية والتزامهم بالإجراءات التي أقرتها الهيئة الوطنية للانتخابات، ومثمنًا الروح الوطنية التي حملها المشاركون رغم مشاغلهم وبعدهم عن أرض الوطن.

وكانت الهيئة الوطنية للانتخابات قد وضعت جدولًا زمنيًا تفصيليًا للاستحقاق الانتخابي، بدأ بفتح باب الترشح من 5 حتى 10 يوليو، مرورًا بإعلان القائمة المبدئية للمرشحين في 11 يوليو، وانتهاءً بجولة الإعادة المقررة في الخارج يومي 25 و26 أغسطس، وفي الداخل يومي 27 و28 من الشهر ذاته، مع إعلان النتائج النهائية يوم 4 سبتمبر.

ويُجرى التصويت بالخارج عبر 136 لجنة انتخابية موزعة على سفارات وقنصليات مصرية في 117 دولة حول العالم، فيما استُبعدت خمس دول فقط من العملية لأسباب أمنية هي: فلسطين، اليمن، سوريا، الصومال، وإسرائيل، وفق القرار رقم 27 لسنة 2023 الصادر عن الهيئة الوطنية للانتخابات.

وقد رُفعت أعلام مصر على بوابة السفارة في فيينا، فيما ازدانت الساحة الخارجية بمشاهد العائلات المصرية القادمة من مختلف المقاطعات النمساوية، ليُثبت المصريون من جديد أن الانتخابات ليست مجرّد إجراء ديمقراطي، بل تجسيدٌ حيّ لانتماءٍ لا يُختزل في الجغرافيا، بل يسكن الوجدان.

 

ومع كل ورقة اقتراع تُسقِطها يد مصرية في صندوق التصويت، يتجدّد العهد بأن مصر لا تغيب، وأن صوت الغربة – إذا ما نُطق باسم الوطن – لا يُعدّ غريبًا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.