“المحبة تجمعنا”.. مبادرة تعيد الحياة للنادي المصري في فيينا وتُجدد روابط الأخوّة بين أبناء الوطن
فيينا دعاء أبوسعدة
في الغربة، حيث تختبر الأيام معاني الانتماء الحقيقي، يصبح للمبادرات التي تجمع القلوب قيمة تتجاوز مجرد اللقاءات العادية. وفي هذا السياق، جاءت مبادرة “المحبة تجمعنا” بالنادي المصري في فيينا، كمحاولة لإعادة الدفء إلى أروقة المكان، بعد فترة من الجمود والبرود أصابت النشاط الاجتماعي للجالية، وخلّفت فجوة كادت أن تعزل أبناء الوطن عن بعضهم البعض.
و على مدار شهرٍ كامل، نجحت هذه المبادرة في إعادة الروح إلى النادي المصري، ليصبح مرة أخرى بيتًا يحتضن أبناء الجالية، حيث استعاد النادي بريقه بفضل لقاءات جمعت الأحباب، وجسّدت مفهوم الانتماء الذي لا تحدّه المسافات.
كان المشهد أشبه بإعادة إحياء رابطة أخوية كادت أن تذبل تحت وطأة الزمن والانشغالات، ليُثبت المصريون في فيينا أن المحبة والوفاء للوطن وأبنائه قادران على تجاوز أي فترات فتور أو بعدٍ عاطفي واجتماعي.
وشهدت المبادرة في لقاءها اليوم مشاركة المستشار محمد البحيري، القنصل العام لجمهورية مصر العربية في فيينا، الذي أكد مرة أخرى أنه ليس مجرد مسؤول دبلوماسي، بل هو أخٌ وصديق لأبناء الجالية، يحمل همومهم ويساندهم في جميع الظروف.
منذ توليه منصبه، لم يكن حضوره مجرد بروتوكول رسمي، بل كان تواجده في الأفراح والأحزان، وفي اللقاءات العامة والخاصة، تأكيدًا على التزامه الشخصي قبل المهني بدعم أبناء وطنه في الغربة. فهو دعم مستمر وقرب إنساني.
وفي كلمته خلال اللقاء، ناقش البحيري عددًا من القضايا الجوهرية التي تهم الجالية المصرية، وتطرق إلى المسائل المتعلقة بالنادي المصري، مؤكدًا على أهمية الحفاظ على هذا الكيان كمظلة تجمع المصريين، بعيدًا عن أي خلافات أو تباعد.
كما شدد على أن السفارة المصرية في فيينا ليست مجرد مؤسسة رسمية، بل هي امتداد حقيقي لوطن يحتضن أبناءه أينما كانوا، وهو ما يُترجم من خلال سياسة الباب المفتوح التي ينتهجها في التواصل مع الجالية.
ومع اقتراب موعد انتخابات النادي المصري في فيينا، يعيش النادي أجواءً من الترقب والحراك الديمقراطي، حيث يستعد المرشحون من رؤساء ووكالاء وأعضاء اللجان لخوض هذه المعركة الانتخابية بروحٍ تنافسية شريفة، هدفها الأسمى هو خدمة الجالية وتعزيز دور النادي كمظلة تجمع المصريين في النمسا. وبهذه المناسبة، تمنى القنصل لجميع المرشحين التوفيق والنجاح، و متطلع إلى أن تسفر هذه الانتخابات عن قيادة واعية قادرة على استكمال مسيرة التطوير وتعزيز دور النادي في لمّ شمل أبناء الوطن.
نحو مستقبل أكثر دفئًا وترابطًا
اليوم، ومع نجاح مبادرة “المحبة تجمعنا” في إعادة الحياة للنادي المصري، يتجدد الأمل في أن تستمر هذه اللقاءات كجزء أصيل من هوية الجالية المصرية في فيينا، ليس فقط لتقوية الروابط الاجتماعية، ولكن أيضًا للحفاظ على هوية المصريين في الغربة، وتعزيز الشعور بالوطن حتى وإن باعدت بينهم المسافات. فالمحبة ليست مجرد شعور، بل فعل مستمر يربط القلوب، وقد أثبتت هذه المبادرة أن المصريين، أينما كانوا، قادرون دائمًا على استعادة دفء الأخوة متى قرروا ذلك.