العالِم المصري أمجد شكر مديرًا لمركز الحوادث والطوارئ النووية والإشعاعية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية
فيينا دعاء أبوسعدة
في إنجاز دولي جديد يضاف إلى رصيد مصر العلمي، اعتمد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال اجتماعه المنعقد اليوم، تعيين العالم المصري الدكتور أمجد شكر مديرًا لمركز الحوادث والطوارئ النووية والإشعاعية، المؤسسة الدولية التي تمثل خط الدفاع الأول للعالم في مواجهة أي طارئ نووي أو إشعاعي، ومنصة تنسيق المساعدات الدولية عند وقوع الحوادث المرتبطة بالتكنولوجيا النووية.
وجاء اختيار الدكتور شكر بعد منافسة محتدمة بين صفوة الخبراء الدوليين في مجالات الطاقة النووية والأمن الإشعاعي، إذ استند المجلس في قراره إلى سجل مهني استثنائي يضم خبرات علمية وفنية عميقة، وكفاءة إدارية راسخة، وقدرات قيادية أثبتت نجاحها في أكثر الملفات تعقيدًا، إضافة إلى مهارات عالية في إدارة الأزمات والتواصل أثناء الطوارئ.
ويُنتظر أن يقود شكر، من موقعه الجديد، وضع الاستراتيجيات العالمية للتأهب للطوارئ النووية، وتطوير البرامج والمشروعات الدولية ذات الصلة، مع الإشراف على تنفيذها ومتابعة إجراءات الاستجابة داخل الوكالة وفي الدول الأعضاء. كما سيضطلع بمهمة تطوير المعايير الدولية للتخطيط والاستعداد والاستجابة، وتعزيز قدرات الدول على مواجهة الحوادث النووية والإشعاعية، والإشراف على نظام الطوارئ الدولي الذي يعمل على مدار الساعة.
ويُعد مركز الحوادث والطوارئ، الذي تأسس عام 2005، أحد أهم أذرع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ جاء إنشاؤه استجابة للتوسع العالمي في استخدام التطبيقات النووية وارتفاع الحاجة إلى منظومة دولية قادرة على مواجهة مخاطر إساءة الاستخدام أو التهديدات المرتبطة بالمواد النووية والإشعاعية. ويقدم المركز دعمًا تشغيليًا وفنيًا فوريًا للدول الأعضاء في مواجهة أي سيناريو طارئ.
ويمتلك الدكتور أمجد شكر مسيرة علمية مرموقة تمتد لثلاثة عقود، بدأها بهيئة الطاقة الذرية المصرية عام 1994، حيث شارك في تصميم وإنشاء المفاعل البحثي الثاني، قبل أن يتولى إدارته عام 1997 كأول مدير له. ومنذ انضمامه إلى الوكالة الدولية عام 2006، شغل مجموعة من أهم المناصب الفنية والقيادية، أبرزها رئاسته لقسم أمان مفاعلات البحوث وإدارته لبرنامج أمان مفاعلات البحوث النووية ومنشآت دورة الوقود منذ عام 2012، وقاد خلالها تطوير معايير الأمان الدولية والإشراف على عشرات المهام الفنية ومبادرات بناء القدرات وبرامج التدريب العالمية.
ويحمل شكر درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في الهندسة النووية من جامعة الإسكندرية، كما حصل على درجة أستاذ الهندسة النووية عام 2016، ونال العديد من الجوائز والتكريمات من مؤسسات دولية ومحلية، علاوة على تكريمه من الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر “مصر تستطيع بعلمائها في الخارج” عام 2016.
ويُعد هذا التعيين شهادة دولية جديدة على الكفاءة المصرية، ورسالة تؤكد أن الخبرة الوطنية قادرة على احتلال أرفع المناصب في أكثر المجالات دقة وحساسية، وفي قلب واحدة من أهم المنظمات الدولية المعنية بأمن وسلامة العالم
