السودان يطالب بتحرك دولي حاسم: إحاطة دبلوماسية تكشف حجم الكارثة الإنسانية وانتهاكات المتمردين  

فيينا دعاء أبوسعدة

0 0

في إحاطة دبلوماسية قدمها السفير مجدي أحمد مفضل، المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بفيينا، للسفراء والبعثات الدبلوماسية، كشف السودان عن الوضع الإنساني المتفاقم في البلاد، داعيًا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد انتهاكات قوات الدعم السريع، والضغط على الجهات الداعمة للتمرد إقليميًا، مع تعزيز المساعدات الإنسانية ودعم جهود إعادة الإعمار.

التطورات الميدانية والكارثة الإنسانية

أكد السفير مفضل أن القوات المسلحة السودانية أحرزت تقدمًا كبيرًا في ولايات سنار، الجزيرة، الخرطوم، وشمال كردفان، وسط دعم شعبي واسع، مشيرًا إلى أن هذا التقدم سينعكس بصورة إيجابية على الأوضاع الإنسانية، لا سيما مع استعادة الاستقرار في المناطق المحررة. ومع ذلك، شدد على أن الوضع الإنساني لا يزال كارثيًا، حيث نزح أكثر من 8 ملايين شخص داخليًا، وفرّ أكثر من 3 ملايين إلى دول الجوار، فيما يعاني السودان من انعدام الأمن الغذائي، وانهيار الخدمات الأساسية، وتصاعد أعمال العنف الجنسي.

كما أشار السفير إلى المجازر المروعة التي ارتكبها المتمردون، وأحدثها في مدينة القطينة، حيث قُتل أكثر من 433 مدنيًا في هجوم وحشي، بالإضافة إلى استمرار حصار مدينة الفاشر واستهداف القوافل الإنسانية والبنية التحتية المدنية.

وفي سياق تحسين الأوضاع، أوضح السفير أن نجاح الموسم الزراعي القادم سيكون عنصرًا حاسمًا في دعم الأمن الغذائي، مشيرًا إلى أن السودان قد يصبح موردًا رئيسيًا للمواد الغذائية الأساسية لبرنامج الغذاء العالمي، مما يعزز الاستقرار ويخفف من حدة الأزمة الغذائية في الداخل والخارج.

تباين الاستجابة الدولية بين السودان وأوكرانيا

في مقارنة صارخة بين تعامل المجتمع الدولي مع الأزمة السودانية ونظيرتها الأوكرانية، كشف السفير مفضل عن التباين الكبير في الدعم، حيث تلقى السودان تمويلًا ضئيلًا لمواجهة أزمته الإنسانية رغم أن عدد النازحين واللاجئين فيه يفوق نظيره في أوكرانيا، كما أن وفيات المدنيين أعلى. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مدّد خطة الحماية المؤقتة للأوكرانيين حتى 2026، بينما لا تزال أزمة السودان تواجه تجاهلًا دوليًا واضحًا، دون خطط مماثلة أو دعم كافٍ لإعادة الإعمار.

المطالب السودانية من المجتمع الدولي

دعا السودان إلى:

 1. اتخاذ إجراءات صارمة ضد قوات الدعم السريع، ومحاسبة المتورطين في جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية.

 2. زيادة الضغط على الدول الداعمة للتمرد، ووقف أي دعم لوجستي أو عسكري يصل إلى المتمردين.

 3. تعزيز المساعدات الإنسانية، بما في ذلك دعم الموسم الزراعي القادم، لمكافحة أزمة الغذاء المتفاقمة.

 4. إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة، والمشاركة الفاعلة في خطط التعافي الاقتصادي.

 5. تكثيف الجهود الدبلوماسية لدعم استقرار السودان، والاعتراف بجهود الحكومة في تحقيق الأمن.

دور البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية

حث السفير مفضل البعثات الدبلوماسية في فيينا على:

 • المساعدة في جذب انتباه وسائل الإعلام العالمية إلى الكارثة الإنسانية في السودان.

 • تقديم دعم تقني وتدريبي لتعزيز جهود الإغاثة وإعادة الإعمار.

 • ربط السودان بالمنظمات الخيرية وصناديق الدعم الدولي لضمان وصول المساعدات العاجلة.

 • تشجيع المنظمات الدولية على تسريع الإجراءات البيروقراطية لدعم السودان بشكل فعال.

مقاطع فيديو توثق المأساة والانتصارات

تخللت الإحاطة عروض مرئية أظهرت فرحة المواطنين بتحرير القوات المسلحة لمناطقهم، واندماجهم مع جهود الجيش لإعادة الاستقرار، إلى جانب توثيق مرعب للفظائع التي ارتكبها المتمردون، مما أثار ردود فعل قوية من الدبلوماسيين الحاضرين.

ختامًا

أكد السفير مفضل أن السودان، رغم هذه المحنة، يظل ثابتًا في سعيه للسلام والاستقرار، مشددًا على أن المجتمع الدولي مطالب اليوم بتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية، واتخاذ قرارات حاسمة تضع حدًا لهذا الصراع المدمر.

السؤال الأهم الذي يطرحه السودان اليوم: إلى متى سيظل العالم صامتًا أمام هذه الكارثة؟

مصر عادى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.