السودان يجدد التزامه بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدورة (69) للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا

فيينا دعاء أبوسعدة

0 85

في منصة رفيعة اجتمع فيها قادة العالم وخبراؤه في مقر الأمم المتحدة بفيينا، ألقى معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، البروفيسور أحمد مضوي موسى، كلمة السودان أمام الدورة التاسعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مؤكداً خلالها التزام بلاده الراسخ بمبدأ “الذرة من أجل السلام والتنمية”، وبالعمل على تعزيز التعاون الدولي في الاستخدامات السلمية للطاقة النووية رغم التحديات الجسيمة التي تمر بها البلاد.

استهل معاليه خطابه بتهنئة السفير Peter Burian على توليه رئاسة المؤتمر، مشيداً بجهود الدورة السابقة التي أسهمت في إنجاح مساعي الوكالة، ليؤكد بعدها أنّ المؤتمر ينعقد في لحظة تاريخية تبرز فيها التطبيقات النووية كأداة جوهرية لمواجهة التحديات التنموية والإنسانية.

وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي إلى الدمار الكبير الذي خلّفه تمرد مليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2023، والذي طال مؤسسات وطنية حيوية، بينها مرافق متصلة بالاستخدامات السلمية للطاقة الذرية. ودعا المجتمع الدولي والوكالة إلى إيفاد بعثة خبراء لتقييم حجم الخسائر والسعي لإعادة إعمار تلك المرافق، بما يمكّن السودان من استئناف دوره في تسخير الطاقة النووية لخدمة التنمية والسلام.

كما عبّر معاليه عن تقدير السودان العميق لمبادرة “أشعة الأمل” التي اعتمدت السودان ضمن الدول المستفيدة، لإعادة تأهيل خدمات تشخيص وعلاج السرطان التي توقفت بسبب الحرب، مؤكداً مساهمة بلاده بمبلغ مليون دولار دعماً لهذه الجهود.

وفي سياق متصل، شدد الوزير على أهمية التعاون مع الوكالة في مبادرة “الذرة من أجل الغذاء” لتعزيز الإنتاج الزراعي، وكذلك مبادرة “نيوتيك بلاستيكس” لمكافحة التلوث البحري، نظراً لأهمية حماية بيئة البحر الأحمر من الملوثات البلاستيكية.

وأكد البروفيسور أحمد مضوي أنّ السودان، رغم الظروف القاسية، ظل ملتزماً بكافة الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة بالأمن النووي ونظام الضمانات، بما في ذلك معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، مشيراً إلى الشفافية الكاملة التي انتهجتها بلاده في تحديث بيانات المواد النووية والإبلاغ الطوعي عن الحوادث ذات الصلة.

واختتم معاليه كلمته بالتأكيد على أنّ السودان يرى في الطاقة النووية ركيزة مهمة لمواجهة التغير المناخي، وتقليل انبعاث الغازات الدفيئة، وإدماج الطاقة النظيفة في مزيجه الوطني للطاقة، مشيداً بالدور المحوري للوكالة في دعم هذه التوجهات.

بهذا الخطاب، جدد السودان أمام الأسرة الدولية التزامه بخيار السلام، وبالطاقة النووية أداةً للبناء لا للهدم، وللتنمية لا للدمار، واضعاً يده بصدق وإصرار في يد المجتمع الدولي لصياغة مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.