السودان أمام مجلس محافظي الطاقة الذرية: ندعو لدعم عاجل لإعادة إعمار المؤسسات النووية والصحية التي دمّرها التمرد  

ألقى السفير مجدي مفضّل، المندوب الدائم لجمهورية السودان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، كلمة بلاده اليوم أمام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد خلالها انضمام السودان إلى موقفي مجموعة الـ77 والصين، والمجموعة الأفريقية، فيما يتعلق بتقرير المدير العام لعام 2024، كما قدم ملاحظات السودان في هذا السياق من منطلق وطني.

واستهل السفير كلمته بالتعبير عن الشكر والتقدير للمدير العام للوكالة السيد رافائيل غروسي وفريق الأمانة، على ما بذلوه من جهود في إعداد التقرير، مشيدًا بما تضمنه من مضامين تؤكد الدور المتنامي للوكالة في مجالات الصحة، والزراعة، والصناعة، والبيئة، والطاقة، وإسهامها في التصدي لتحديات العصر، مثل تغيّر المناخ، وفقر الطاقة، وانعدام الأمن الغذائي.

وأكد وفد السودان أهمية توفير الدعم المالي والبشري الكافي لتمكين الوكالة من تنفيذ ولايتها على النحو الأمثل، مشددًا على مكانتها كإحدى أبرز المؤسسات الدولية التي حافظت على دورها الحيوي في ظل التغيرات العالمية المتسارعة.

وفي سياق متصل، ثمّن السفير مفضّل التقدم المحرز في تنفيذ مبادرات الوكالة، ومنها “أشعة الأمل”، و”زودياك”، و”NUTEC Plastics”، و”الذرة من أجل الغذاء”، مؤكدًا دعم السودان المتواصل لها من خلال “مجموعة أصدقاء الأمن الغذائي في فيينا”، التي يترأسها بالشراكة مع نظيرته الإيطالية، وداعيًا إلى مراعاة احتياجات الدول الأقل نموًا وتلك الخارجة من النزاعات في تنفيذ هذه البرامج.

وسلط السفير الضوء على التداعيات الكارثية التي خلّفها التمرد المسلح الذي اندلع في السودان في أبريل 2023، بدعم من أطراف إقليمية، مشيرًا إلى تدمير ممنهج لمؤسسات وطنية رئيسية ساهمت الوكالة في إنشائها، من بينها مستشفى الخرطوم للأورام، والمركز القومي للسرطان، وهيئة الطاقة الذرية السودانية، والجهاز الوطني للرقابة النووية والإشعاعية، إضافة إلى مراكز بحث علمي ومعامل صحية عامة.

وأشار إلى التدمير الذي أدى إلى انتشار أمراض يمكن الوقاية منها، وتفاقم معاناة مرضى السرطان، في وقت لم يتبقَّ فيه سوى جهاز إشعاعي واحد يعمل حاليًا في مؤسسة خاصة، لتلبية احتياجات أكثر من 48 مليون مواطن.

واختتم وفد السودان كلمته بمناشدة صريحة للمجتمع الدولي لتقديم الدعم العاجل للجهود الوطنية الرامية إلى إعادة إعمار المؤسسات الصحية والنووية المتضررة، واستعادة القدرة على تقديم خدمات التشخيص والعلاج. 

كما أعرب عن تطلع السودان لاستقبال بعثة فنية من الوكالة لتقييم الأوضاع على الأرض وتحديد الاحتياجات ذات الأولوية