السفير المصري لدى النمسا والرئيس حالي لمجلس السفراء العرب في فيينا “محمد نصر” يشارك في افتتاح المنتدى الاقتصادي السنوي غرفة التجارة العربية–النمساوية: “نحو شراكة تصنع المستقبل بين العزم العربي والعقل الأوروبي”

فيينا دعاء أبوسعدة

0 0

السفير المصري لدى النمسا والرئيس حالي لمجلس السفراء العرب في لحظة تلاقٍ بين الفكر والدبلوماسية والاقتصاد، ألقى السفير محمد نصر، المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، كلمةً وُصفت بأنها من أكثر الخطابات عمقاً وتأثيراً خلال المنتدى الاقتصادي السنوي الذي تنظمه غرفة التجارة العربية–النمساوية اليوم، بحضور نخبة من السفراء العرب والأجانب، وكبار رجال الأعمال والمستثمرين، إضافة إلى عدد من الشخصيات الاقتصادية النمساوية الرفيعة.

في مستهل كلمته، عبّر السفير نصر عن تقديره العميق للدور الريادي لغرفة التجارة العربية–النمساوية، التي وصفها بأنها أكثر من مؤسسة اقتصادية – إنها منصة حضارية تجمع بين الشرق والغرب، وتحوّل الحوار التجاري إلى تواصل إنساني وتنموي.

وأكد السفير أن العلاقة بين العالم العربي والنمسا لم تعد علاقة مصالح آنية، بل تحوّلت إلى شراكة استراتيجية تستند إلى الثقة والرؤية المشتركة والمصالح المتبادلة، موضحاً أن هذا التعاون يشكّل نموذجاً فريداً في التوازن بين الهوية والانفتاح، وبين الطموح الاقتصادي والمسؤولية الإنسانية.

وأشار نصر إلى أن حجم التبادل التجاري بين النمسا والدول العربية تجاوز 6 مليارات يورو في عام 2024، مع زيادة بلغت أكثر من 19% في العام الجاري 2025، معتبراً أن هذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات اقتصادية، بل شهادات على حيوية العلاقة ومتانة الثقة بين الجانبين.

وتوقف السفير عند النجاحات المتحققة في مجالات الطاقة المتجددة، والشراكات الصناعية، ونقل التكنولوجيا، مثمناً جهود الغرفة في إطلاق مبادرات نوعية مثل التعاون الصناعي النمساوي–السعودي ومنتدى الطاقة المتجددة التونسي–النمساوية، ومشروع انتاج الهيدروجين الأخضر بين الإمارات والنمسا، وأكد أن هذه المشروعات تعكس وعياً جديداً لدى الجانبين بأن الاستدامة والابتكار هما لغة المستقبل ومفتاح الازدهار الحقيقي.

وفي بُعد إنساني مؤثر، دعا السفير محمد نصر إلى المشاركة الفاعلة في “المؤتمر الدولي للتعافي وإعادة الإعمار والتنمية في غزة”، المقرر انعقاده في القاهرة في النصف الثاني من نوفمبر 2025، مؤكداً أن المؤتمر لن يكون مجرد اجتماع للمانحين، بل منصة لإحياء الأمل وإعادة بناء الحياة بكرامة وعدالة.

واختتم السفير كلمته بتأكيد دعم مجلس السفراء العرب الكامل لغرفة التجارة العربية–النمساوية، واصفاً إياها بأنها منارة فكر واقتصاد، وجسر من الثقة يمتد من ضفاف الدانوب إلى شواطئ المتوسط. وقال في ختام خطابه الذي لاقى تصفيقاً حاراً من الحضور

لسنا أمام مرحلة جديدة من التعاون فحسب، بل أمام ولادة وعيٍ اقتصادي عربي–نمساوي مشترك يرى في الشراكة وسيلة للنهضة، وفي التنمية طريقاً للسلام، وفي الإنسان غايته الأولى والأخيرة.

وقد حظي الخطاب بتفاعل كبير من الحضور الذين رأوا فيه وثيقة فكرية ودبلوماسية راقية تعبّر عن روح المرحلة الجديدة في العلاقات العربية–النمساوية، حيث تمتزج الواقعية الاقتصادية بالحكمة الدبلوماسية والرؤية الإنسانية في صياغة مستقبل أكثر إشراقاً للطرفين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.