الدكتور محمد سلامة: رؤية جديدة لتمكين المصريين في الخارج وتعزيز التواصل مع الوطن
فيينا دعاء أبو سعدة
في ظل التحديات التي تواجه الجاليات المصرية بالخارج، وتزايد الحاجة إلى منصات قوية تعزز الترابط بين المصريين في المهجر ووطنهم الأم، برز دور التحالف الدولي للمصريين في الخارج كأداة فعّالة تسعى إلى تحقيق التواصل، والدعم، والتمثيل الحقيقي للمصريين في المحافل الدولية. وفي إطار هذه الجهود، تم اختيار الدكتور محمد سلامة، اختصاصي جراحة الصدر ورئيس الجمعية الطبية المصرية في فيينا، لتولي قيادة فرع التحالف المصري في العاصمة النمساوية. بفضل خبرته الطويلة وإنجازاته في دعم الجالية المصرية في المجالين الصحي والاجتماعي، يعتزم الدكتور سلامة قيادة التحالف نحو آفاق جديدة من التميز والتأثير. في هذا اللقاء، نستعرض رؤيته الطموحة لتطوير التحالف، ومساهمته في تمكين المصريين بالخارج، ودوره في تعزيز العلاقة بين الجاليات المصرية والدولة .
رؤيتك لدور التحالف الدولي للمصريين في الخارج وكيف تعتزم تطوير هذا الدور؟
أري أن التحالف الدولي ليس مجرد تجمع للمصريين المغتربين؛ بل هو منصة تجمع قلوب وعقول أبناء مصر في الخارج تحت راية واحدة لتعزيز هويتهم، وحماية حقوقهم، وتشجيعهم على المساهمة في تنمية الوطن.
وأعتبر أن التطوير يكمن في تحديث وسائل التواصل بين التحالف والجاليات المصرية من خلال تبني تقنيات حديثة، وتقديم خدمات متخصصة في الصحة والتعليم، وبناء شراكات دولية استراتيجية تسهم في تحقيق طموحات المصريين بالخارج.
ما هي أهم التحديات التي تواجه الجالية المصرية في الخارج؟ وكيف يمكن للتحالف المساهمة في حلها؟
أن أبرز التحديات التي تواجه الجالية المصرية تشمل العزلة الثقافية وصعوبات الاندماج في المجتمعات المضيفة، إضافة إلى التحديات القانونية والإدارية. ولمواجهة هذه التحديات،
و أيضا سوف أسعى إلى أن يكون التحالف مظلة تُظلل المصريين بحلول عملية، مثل تنظيم فعاليات تعزز الهوية المصرية، وتقديم استشارات قانونية، بالإضافة إلى تطوير منصات تفاعلية تُسهل التواصل مع الوطن الأم.
كيف ترى دور التحالف في تعزيز التواصل بين المصريين في الخارج والدولة المصرية؟
أوضح لك بكل بساطة رؤيتي له هي أن التحالف يهدف إلى أن يكون جسراً متيناً يربط المصريين في الخارج بوطنهم الأم، عبر تمثيلهم بشكل فعال في المحافل الرسمية، وتقديم الدعم الكامل لهم في مختلف المجالات.
وأرى أن تحسين هذا الدور يتطلب إنشاء مكاتب تمثيلية للتحالف في الدول ذات الجاليات الكبيرة، وتعزيز التعاون مع السفارات المصرية لضمان تقديم الخدمات بأعلى كفاءة. كما يقترح تطوير بوابة إلكترونية مبتكرة تسمح للمصريين بتقديم مقترحاتهم والتواصل مع الحكومة بشكل مباشر وفوري.
كيف تعتزم الاستفادة من خبراتك السابقة في قيادة التحالف الدولي؟
بصفتي رئيسًا للجمعية الطبية المصرية في فيينا، لدينا خبرات واسعة في تنظيم وتقديم الخدمات المتميزة.
اخطط لاستثمار هذه الخبرات في تطوير لجان متخصصة داخل التحالف بالنمسا في مجالات مثل الصحة، والتعليم، والاستثمار، مستفيدًا من شبكته الواسعة التي طورها خلال سنوات من العمل المهني والمجتمعي.
ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها في الجمعية الطبية؟ وكيف يمكن توظيفها لدعم التحالف؟
تحت قيادتي، حققت الجمعية الطبية المصرية في فيينا إنجازات بارزة، منها تقديم خدمات صحية متميزة للجالية وتنظيم فعاليات توعوية ناجحة.
وأوكد أني عزم السعى لتطبيق نفس النهج داخل التحالف من خلال توسيع الخدمات لتشمل الاستشارات الطبية المجانية، وتنظيم فعاليات صحية توعوية تفيد جميع المصريين في الخارج.
كيف يمكن للتحالف دعم المصريين في مجالات التعليم، الصحة، الاقتصاد، والثقافة؟
اركز على برنامج شامل لدعم المصريين في الخارج. في مجال التعليم، يهدف لتنظيم دورات وورش عمل لتحسين المهارات وتقديم منح دراسية.
أما في مجال الصحة، اخطط للزياده في توافر الاستشارات الطبية المجانية وإطلاق حملات توعوية. من الناحية الاقتصادية، للسعي الي تشجيع المغتربين على الاستثمار في مصر عبر تقديم حوافز استثمارية.
وفي الجانب الثقافي، اكد على أهمية تعزيز الهوية الوطنية من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وتعليم اللغة العربية للأجيال الجديدة.
ما هي استراتيجيتك لتعزيز المشاركة السياسية والاقتصادية للمصريين بالخارج؟
سوف أ عمل على بناء استراتيجية تركز على تفعيل دور المصريين بالخارج في تشكيل مستقبل بلادهم. وذلك بإنشاء قنوات تواصل مباشرة مع الحكومة المصرية لتسهيل مشاركة المغتربين في الحياة السياسية، وتحفيزهم على الاستثمار في وطنهم من خلال تسهيلات وحوافز موجهة .
كيف تخطط لجذب الجيل الجديد من المصريين المولودين في الخارج للمشاركة في أنشطة التحالف؟
ادرك أهمية استقطاب الجيل الجديد الذي وُلد وترعرع في الخارج، وأرى أن الأنشطة الترفيهية والتعليمية هي المفتاح لجذبهم.
لذلك سوف أسعى لتنظيم رحلات ميدانية إلى مصر لتعريفهم بتاريخهم وثقافتهم، مع تنظيم أنشطة تجمع بين الترفيه والتعليم لتعزيز انتمائهم الوطني.
في ظل التحديات العالمية، كيف ترى دور التحالف في حماية حقوق المصريين بالخارج؟
أري أن التحالف يلعب دوراً محورياً في ظل التغيرات الاقتصادية والسياسية العالمية. ويخطط لإطلاق حملات توعوية حول حقوق المصريين بالخارج، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع السفارات المصرية لتقديم الدعم القانوني والاستشاري للمصريين الذين يواجهون تحديات في بلدان إقامتهم.
ما هي أفكارك لتوحيد جهود المصريين في الخارج وتعزيز الوحدة بين مختلف الجاليات؟
أومن بأن القوة تكمن في الوحدة. بهدف إنشاء قاعدة بيانات شاملة تسهّل التواصل بين الجاليات المصرية في مختلف الدول، وتنظيم فعاليات عالمية تجمع المصريين حول قضايا مشتركة، مما يعزز من تلاحمهم ويزيد من تأثيرهم الإيجابي على الوطن.
في الختام، يبدو أن الدكتور محمد سلامة يمتلك رؤية واضحة وطموحة تجعل التحالف الدولي للمصريين في الخارج قوة ديناميكية قادرة على تمكين المصريين حول العالم وتعزيز روابطهم بوطنهم الأم. هذه الرؤية، إذا تم تنفيذها بشكل فعّال، قد تُحدث نقلة نوعية في كيفية تفاعل المصريين بالخارج مع قضاياهم ومستقبلهم.