الجدعان: أمن الطاقة ركيزة للاستقرار العالمي.. والسعودية تقود تحركاً دولياً شاملاً لمكافحة فقر الطاقة  

فيينا دعاء أبوسعدة

0 17

في كلمة حملت رسائل واضحة للمجتمع الدولي، أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن أمن الطاقة لم يعد خياراً تنموياً، بل ضرورة وجودية ترتبط ارتباطاً مباشراً بالاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والبيئي حول العالم، محذراً من أن “فقر الطاقة” بات تحدياً يتجاوز الحدود ويهدد مستقبل أكثر من مليار إنسان.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى صندوق “أوبك” للتنمية الدولية 2025، حيث أشار الجدعان إلى أن العالم يمر بمرحلة استثنائية من تصاعد التوترات الجيوسياسية وتقلبات الأسواق، بالتزامن مع ارتفاع تاريخي في الطلب على الطاقة، ما يجعل الحاجة إلى تنويع مصادرها وتعزيز استثماراتها، لاسيما النظيفة منها، مسألة ذات أولوية قصوى.

وقال الجدعان نعيش اليوم لحظة فارقة في مشهد الطاقة العالمي، تتطلب استراتيجيات متكاملة لا تقتصر على تطوير الموارد فحسب، بل تشمل ابتكار أدوات تمويلية مرنة تسهم في تسريع الوصول للطاقة وتعزيز أمنها على المدى الطويل”، مؤكدًا أن المملكة تضع هذا الملف في صلب رؤيتها الاقتصادية والإنسانية.

وحذّر الوزير من تبني سياسات انبعاثات غير واقعية تُقصي مصادر الطاقة التقليدية دون بدائل موثوقة، معتبراً أن ذلك يُعرض الأسواق لاختلالات ويُلقي بظلاله الثقيلة على المجتمعات النامية، داعياً إلى تحرك متعدد الأطراف يستند إلى أربع ركائز:

  شدد على ضرورة أن تدعم بنوك التنمية متعددة الأطراف جميع أشكال الطاقة دون تحيز، لتجنب تعطيل الاستثمارات في المصادر الأساسية.

دعا إلى توسيع نطاق التمويل الميسّر للمناطق التي تعاني فجوة حادة في الوصول إلى الطاقة، مشيداً بمبادرات مثل “مهمة 300” لتوفير الطاقة لـ300 مليون إفريقي، والتي تُنفذ بدعم من شركاء دوليين أبرزهم البنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك.

أكد أهمية خفض مخاطر الاستثمار في قطاع الطاقة لتحفيز القطاع الخاص، عبر أدوات تشمل الضمانات الجزئية والتأمين ضد المخاطر السياسية وهياكل التمويل المختلط، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض أو التصنيف الائتماني الضعيف.

و شدد على توسيع الاستثمار في تقنيات الطاقة الناشئة، مثل احتجاز الكربون واستخدام الغاز الطبيعي بطرق أكثر استدامة، ما يعزز التوازن بين أمن الطاقة والانتقال إلى الحياد الصفري.

وأضاف الجدعان أن معالجة فقر الطاقة لا تُعد مسؤولية إنسانية فحسب، بل مرتكزاً لبناء اقتصادات resilient قادرة على مواجهة أزمات الهجرة، والجوع، وتحديات التغير المناخي، مشيراً إلى أن آثار انعدام الطاقة تضرب في العمق، بدءاً من تعثر خدمات الرعاية الصحية، وانتهاءً بالأمن الغذائي والمائي.

واختتم الجدعان كلمته بالتأكيد على التزام السعودية بدورها القيادي في هذا الملف، قائلاً: “حددنا هدفاً طموحاً بتوليد 50% من كهربائنا من مصادر متجددة بحلول 2030، ونسعى إلى تحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول 2060، ضمن نموذج الاقتصاد الدائري للكربون ، مضيفاً أن التحرك الجماعي هو السبيل الوحيد لضمان تنمية عادلة ومستدامة لا تستثني أحداً

مصر عادى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.