الأمم المتحدة في فيينا تحتضن احتفالية مميزة بمرور 80 عامًا على تأسيس الجامعة العربية
فيينا - دعاء أبوسعدة
في مشهدٍ يعكس عمق الحضور العربي في الساحة الدولية، شهد مقر الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا احتفالًا مميزًا بمناسبة مرور 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية، وذلك بحضور رفيع المستوى ضم سفراء الدول العربية، وممثلي المنظمات الأممية، وعددًا من كبار الشخصيات السياسية والدبلوماسية في النمسا وأوروبا.
جاءت الاحتفالية، التي نظّمتها بعثة الجامعة بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة في فيينا، لتؤكد على أن جامعة الدول العربية ليست فقط مؤسسة سياسية إقليمية، بل ذاكرة حية ومشروع مستقبلي يعكس طموحات شعوب تمتد من الخليج إلى المحيط.
افتُتح الحفل بكلمة ألقاها سعادة السفير الدكتور صلاح بوشة، رئيس بعثة جامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا، حيث أشار إلى أن الجامعة، منذ تأسيسها عام 1945، شكلت حاضنة للعمل العربي المشترك ومظلة للدبلوماسية والتكامل الإقليمي. وأكد على الدور الحيوي للجامعة في دعم قضايا الأمة، لا سيما القضية الفلسطينية، والتوسط في النزاعات، وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية بين الدول الأعضاء.
كما عبّر السفير بوشا عن شكره العميق للحكومة النمساوية على تعاونها الممتاز مع مكتب الجامعة منذ إنشائه في فيينا عام 1982، وخصّ بالشكر السيدة غادة والي، المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة، على دعمها المستمر وتسهيلها تنظيم هذا الحدث.
وقد ألقت كلمة بالإنابة عن السفيرة غادة والي كلمة قصيرة أعربت فيها عن تقديرها لمسيرة الجامعة العربية ودورها في تعزيز الحوار الإقليمي والدولي، مشيدةً بما تمثله الجامعة من قيمة مضافة في العمل متعدد الأطراف، ورمز للتعددية والتفاهم الإقليمي.
كلمة مسجلة لأحمد أبو الغيط: العروبة ليست ذكرى، بل رؤية متجددة للمستقبل
وتخلل الحفل عرض كلمة مسجلة للأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط، جاء فيها
الجامعة العربية لم تكن يومًا ترفًا سياسيًا، بل ضرورة تاريخية واستراتيجية، وقد ظلت على مدار العقود الثمانية الماضية الدرع العربي في مواجهة التحديات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تواجه أخطر منعطف في تاريخها.
وأضاف أبو الغيط ما تحقق أقل من الطموح، لكن العروبة تبقى مشروعًا حيًا لا يموت، بل يتجدد كلما ارتفع صوت الشعوب العربية بالمطالبة بالوحدة والعدالة والتنمية.
وألقى سعادة السفير الدكتور صلاح عبد الشافي، سفير دولة فلسطين ورئيس المجموعة العربية، كلمة شاملة أكد فيها أن الجامعة العربية تمثل التعبير الحي عن وحدة التاريخ والمصير المشترك”، مضيفًا
تماسكنا هو درعنا في وجه التحديات. ومعاً، نرفض أن يتحول النظام العالمي إلى ساحة يُكافأ فيها المعتدي ويُعاقب فيها الضعيف. الجامعة تظل صوتًا للضمير العربي والعالمي، وأيدينا ممدودة دائماً للحوار العادل والمبني على القانون الدولي.”
في ختام الحفل، افتُتح معرض صور نادر يوثق مراحل تأسيس وتطور الجامعة العربية منذ إنشائها عام 1945، مرورًا بمؤتمراتها التاريخية ومواقفها السياسية والثقافية. كما شاركت كل سفارة عربية بأطباقها الشعبية الخاصة، ليصبح الحفل منصة لتذوق النكهات العربية من المحيط إلى الخليج، في مشهد احتفالي جمع بين السياسة والثقافة والهوية.
رسالة عربية من قلب فيينا
ثمانون عامًا من تاريخ جامعة الدول العربية، لم تكن مجرد محطات دبلوماسية، بل صوت وهوية وهمّ مشترك وأمل دائم بالوحدة والنهضة. ومن فيينا، صدحت الرسالة: العرب هنا، حاضرون، متضامنون، ومستعدون لمستقبل يليق بتاريخهم المشترك
