في لحظة يلتقي فيها التاريخ بالحاضر، تحتفي الأمم المتحدة اليوم بـ اليوم الدولي للترجمة، احتفاءً بالكلمة حين تتجاوز حدودها، وبالمعنى حين يجد لنفسه وطنًا جديدًا في لغة أخرى.
إنه يوم المترجمين؛ صُنّاع الجسور الخفية بين الأمم، وحُرّاس المعنى الذين يفتحون للثقافات نوافذ على بعضها البعض، ويحوّلون الغريب إلى مألوف، والبعيد إلى قريب. فالترجمة ليست فعلًا تقنيًا وحسب، بل فعل إنساني نبيل يُعيد صياغة العالم في نص مشترك، ويُعيد رسم خريطة التفاهم بين البشر.
اختارت الأمم المتحدة أن يكون الثلاثون من سبتمبر، ذكرى القديس جيروم – رائد الترجمة وأيقونتها – موعدًا دائمًا لتكريم أولئك الذين يهبون أصواتهم للنصوص كي تُسمَع عالميًا، ويضعون خبرتهم ومعرفتهم في خدمة الحوار والسلام.
وفي عالمٍ يزداد تعقيدًا وتشتتًا، تبدو الترجمة أكثر من ضرورة؛ إنها مقاومة صامتة ضد الانغلاق، وشهادة حيّة على أن الكلمة قادرة على كسر الحواجز وإحياء القيم المشتركة.
بهذه المناسبة، تجدد الأمم المتحدة تقديرها العميق للمترجمين والمترجمات حول العالم، مؤكدةً أن عملهم ليس مجرد نقل نصوص، بل هو بناء جسورٍ إنسانية تُبقي الأمل ممكنًا، وتُذكّر بأن ما يجمعنا أكبر مما يفرقنا