آثار وتداعيات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية*
بقلم / جمال حمدان محاضر قانوني وإداري وخبير دستوري
مع التسليم بقدر لا بأس به من صحة التحليل الذي يقول أن أي رئيس أمريكي هو في الحقيقة ملتزم بالإطار العام للسياسة الأمريكية ، ولاسيما في شأن دعم إسرائيل ، ولكن ..
يتميز دونالد ترمب بأنه لا يدعم الثورات المُلونة المصنوعة خصيصاً لتفكيك وتفتيت الدول العربية ، ولا يتبنى سياسة التدخل في الشئون الداخلية للدول بزعم حماية وفرض الديمقراطية قسراً ، بل وأعلن صراحةً في أكثر من مناسبة أنه يدعم استقرار الدول.
وهو كذلك لا يدعم طموح إيران في السيطرة على الدول العربية ، ولا طموحها في امتلاك السلاح النووي والذي من المنتظر أن تهدد به تلك الدول ذاتها وقبل أي دول أخرى مزعومة العداء مع إيران ، والأدلة على ما سبق كثيرة ومتعددة ، ويستطيع أي مراقب أو محلل أو مواطن أن يطلع عليها .
كما يتميز ترمب بعلاقته الجيدة بمصر وبرئيسها ، حيث لم يتبع ترمب سياسة الضغط على مصر ، ولم يتدخل في شئونها السياسية الداخلية أثناء ولايته الرئاسية الأولى ، بل على العكس من ذلك شهدت مصر في تلك الولاية نوعاً من الدعم والمساندة السياسية القوية.
ولذلك فهو يُعدُّ أقرب نوعاً ما إلى المصالح العربية والمصرية وأقل إضراراً بها.
ومن السهل أن نتأكد من ما سبق بمجرد النظر إلى ردود أفعال الجماعات المعادية لمصر واستقرارها السياسي والاقتصادي ، بل وردود أفعال بعض رموز تلك الجماعات وبعض رموز الثورات ، والتي تتوالى عقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسيه الأمريكية ، وأعدكم أنكم سترون عندئذ عجباً.
وعلى الرغم من ذلك ، فإنه يجب علينا الحذر الشديد ، حتى تاريخ تسليم السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية في يناير القادم ( إذا ماتمت الإجراءات اللازمة وفقاً لإراداة الأمريكيين واختيارهم الشعبي الحُر ) ، ذلك أن أصحاب مشروعات وخطط التفكيك والتقسيم وصناعة الثورات الملونة وبمعاونة وكلائهم وحلفائهم ، قد يلجأون خلال هذه الفترة إلى خطط بديلة خبيثة ، طمعاً في صنع واقع جديد يتسلمه ترمب ، قد يصعِّب عليه اتخاذ قراراته التي تطبق رؤاه على أرض الواقع.