الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة تحتفلان بيوم الأغذية العالمي 2024 بمبادرة “Atoms4Food” للحد من الجوع العالمي
فيينا دعاء أبوسعدة
في إطار فعاليات يوم الأغذية العالمي لعام 2024، ألقى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لمنتدى الفاو للعلوم والابتكار المنعقد في روما، حيث سلط الضوء على أهمية التعاون بين الوكالة ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) في التصدي للتحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي. ويأتي الاحتفال تحت شعار “الحق في الغذاء من أجل حياة ومستقبل أفضل”، مؤكدًا على ضرورة تحقيق الأمن الغذائي للجميع من خلال الأغذية المستدامة والمغذية.
وأشاد جروسي بالشراكة الطويلة الأمد بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو، مشيرًا إلى مبادرة “Atoms4Food” التي تهدف إلى تسخير التقنيات النووية لدعم الدول الأعضاء في مجالات إدارة التربة والمياه، ومكافحة الآفات، وتطوير النظم الزراعية الذكية مناخيًا. وقال: “لطالما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأغذية والزراعة في طليعة تحويل المعرفة إلى عمل فعّال. مبادرة Atoms4Food تتيح لنا مساعدة الدول الأعضاء بطرق ملموسة في معالجة القضايا الأساسية التي تواجه الزراعة والأمن الغذائي على مستوى العالم”.
وتزامنًا مع الذكرى الستين لتأسيس المركز المشترك بين الوكالة والفاو، أشار جروسي إلى أن هذا المركز يُعد ركيزة أساسية لدعم البلدان في بناء القدرات اللازمة لتطبيق التقنيات النووية لتعزيز الإنتاجية الزراعية وتحسين نوعية المحاصيل، بما يسهم في بناء نظم غذائية مرنة ومستدامة قادرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
بدوره، أعرب المدير العام للفاو، كو دونغ يو، عن فخره بالتعاون المتواصل بين الفاو والوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أكثر من 60 عامًا من خلال مختبرات سايبرسدورف، حيث أشار إلى جهود المنظمتين في تعزيز الإنتاجية الزراعية وضمان سلامة الأغذية باستخدام التقنيات النووية.
وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتعاون مع الفاو، على مساعدة العلماء والمزارعين في مختلف أنحاء العالم لزيادة إنتاج المحاصيل وتطوير أصناف جديدة تتمتع بمقاومة أكبر للآفات والجفاف، فضلاً عن تحسين كفاءة استخدام موارد المياه. في كينيا، على سبيل المثال، تستخدم التقنيات النووية لتحسين ممارسات الزراعة الذكية مناخيًا، مما يعزز الأمن الغذائي في مواجهة تغيرات المناخ.
كما تسلط الوكالة الضوء على استخدام “التربية الطفرية” لتطوير أصناف محسّنة من المحاصيل، حيث يتم تسريع التطور الطبيعي للنباتات باستخدام الإشعاع لتقديم أصناف جديدة مقاومة لظروف بيئية قاسية مثل الجفاف والتربة المالحة.
وفي إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن الغذائي العالمي، أرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتعاون مع الفاو بذورًا إلى محطة الفضاء الدولية في عام 2022 لدراسة آثار الإشعاع الكوني وانعدام الجاذبية على الجينات النباتية، بهدف الاستفادة من نتائج هذه التجارب لتطوير محاصيل ذات خصائص محسنة.
تسعى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أيضًا لتعزيز سلامة الأغذية من خلال تطبيق تقنيات مثل تشعيع الأغذية، وهي عملية غير جراحية تضمن الحفاظ على جودة المنتجات الغذائية وسلامتها مع الاحتفاظ بالقيمة الغذائية. كما تستخدم الوكالة تقنية الحشرة العقيمة، التي أثبتت نجاحها في تقليل الخسائر الزراعية مثل مكافحة ذباب التسي تسي في السنغال.
عبر مبادرة “Atoms4Food”، تعزز الوكالة الدولية للطاقة الذرية والفاو التزامهما بمكافحة الجوع وتعزيز الأمن الغذائي على المستوى العالمي من خلال توفير الحلول النووية المبتكرة التي تهدف إلى تحسين الإنتاجية، وضمان سلامة الأغذية، وتعزيز نظم غذائية مستدامة ومتنوعة وصديقة للبيئة.