المحبة تجمعنا: مبادرة أسبوعية لتوحيد أبناء الوطن في الغربة بالنادي المصري في فيينا

فيينا دعاء أبوسعدة

0 114

 

في مشهد يعكس أسمى معاني المحبة والتكاتف، أطلق مجموعة من أبناء الجالية المصرية في فيينا مبادرة رائعة تهدف إلى تعزيز الروابط الإنسانية بين أفراد الجالية، وذلك من خلال تنظيم حفل عشاء أسبوعي في النادي المصري بفيينا، الذي يمثل بيت الأمة المصرية في الغربة. جاءت هذه الفكرة النبيلة لتكون دعوة مفتوحة للجميع للالتفاف حول قيم الوحدة والتآزر، ولإحياء دور النادي كبيت يجمع شمل العائلة المصرية في الغربة.

تأتي هذه الخطوة استجابةً للحاجة الملحّة لتخفيف وطأة الغربة، وللتأكيد على أن أفراد الجالية المصرية هم سند لبعضهم البعض في كل الأوقات، سواء في لحظات الفرح أو في الأوقات الصعبة، كالمرض أو الفقد. فالمغتربون ليس لهم إلا أيدي إخوانهم وأخواتهم الممتدة بالمحبة والرعاية، مما يجعلهم أكثر قدرة على مواجهة تحديات الحياة بعيداً عن الوطن.

يؤكد الدين الإسلامي على أهمية التضامن بين الناس، خاصة في وقت الشدة، حيث يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مَثَلُ الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.كما يشير الدين المسيحي إلى ذات المعاني من خلال وصية المسيح: أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم أنا.

من منظور علم النفس، فإن دعم الجاليات لبعضها البعض يعزز الشعور بالانتماء، ويقلل من مشاعر العزلة التي قد تواجه المغتربين، حيث يجد الأفراد في مثل هذه المبادرات ملاذاً للتعبير عن مشاعرهم ومشاركة تجاربهم، مما يسهم في تحسين صحتهم النفسية والجسدية.

تهدف المبادرة إلى إعادة إحياء دور النادي المصري في فيينا كمنصة اجتماعية وثقافية تجمع أفراد الجالية. وقد أشار منظمو المبادرة إلى أن حفل العشاء الأسبوعي سيصبح عادة دائمة تعكس روح الأسرة الواحدة. وسيكون النادي ملتقىً للمحبة والحوار وتبادل الخبرات بين الجميع، مما يسهم في تعزيز ارتباط الجالية بناديهم وإعادة استقراره واستقطاب الجمهور إليه مرة أخرى.

يُدعى جميع أفراد الجالية المصرية في فيينا إلى الانضمام لهذه الأمسيات الأسبوعية، التي تهدف إلى مد جسور المحبة وبناء شبكة اجتماعية قوية تدعم الجميع في الغربة. إنها ليست مجرد عشاء أسبوعي، بل رسالة حب وتآزر، تُعيد رسم صورة المصريين كيد واحدة وقلب واحد.

لنجعل من هذه المبادرة بداية جديدة لمزيد من التقارب والمحبة بين أبناء الوطن الواحد، ولنؤكد أن الغربة لن تفرقنا ما دمنا نرعى بعضنا ونقف إلى جانب بعضنا البعض في كل الظروف.

مصر عادى
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.